اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، امس على موكب تشييع جثمان الأسيرة المحررة غفران وراسنة (31 عاما)، التي قضت أمس عند مدخل العروب شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، وذلك في تكرار لمشهد الاعتداء على جثمان الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة الشهر الماضي.
ووثق شهود عيان، بتصوير فيديو، اعتراض قوات الاحتلال لموكب تشييع جثمان وراسنة، التي كانت تعمل صحافية في إذاعة «دريم»، كما تمت مهاجمة المشاركين في موكب التشييع.
وحاولت قوات الاحتلال منع المشيعين من الدخول إلى مخيم العروب، للوصول إلى بلدة «شيوخ العروب» مسقط رأس الصحافية القتيلة وهي أسيرة محررة، ما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة مع أهالي المخيم.
ولم تتورع قوات الاحتلال عن استخدام القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المشيعين وحملة النعش.
كما قامت بسحل بعض المشيعين على الأرض إلا أنهم نجحوا في إدخال الجثمان عنوة إلى المخيم الذي ولدت وعاشت فيه.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت: «استشهاد الشابة غفران هارون حامد وراسنة (31 عاما)، صحافية، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، عند مدخل مخيم العروب شمال الخليل».
وأوضحت الوزارة في بيان مقتضب، أن «الشابة الفلسطينية استشهدت إثر إصابتها برصاصة اخترقت صدرها من الجهة اليسرى (تحت الإبط)، وخرجت من الجهة اليمنى».
وذكرت مصادر طبية في الهلال الأحمر الفلسطيني، أن قوات الاحتلال أعاقت وصول طواقم الإسعاف للشابة المصابة، إلا بعد نحو 20 دقيقة، وجرى نقلها للمستشفى الأهلي بالخليل، إلا أن الطواقم الطبية لم تتمكن من إنقاذ حياتها.
والشهيدة وراسنة من بلدة شيوخ العروب، وهي أسيرة محررة أطلق سراحها في أبريل الماضي بعد اعتقال دام 3 أشهر.
وأطلق جيش الاحتلال النار على وراسنة أثناء سيرها عند مدخل مخيم العروب فيما ادعت مصادر عسكرية إسرائيلية انها كانت تحمل سكينا.
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان صحافي إطلاق النار بدم بارد على وراسنة وهي في طريقها الى عملها دون وجود اي دليل على انها تشكل أي خطر على جيش الاحتلال.
واعتبرت ان «الجريمة هي امتدادا لمسلسل طويل ومتواصل لجرائم الإعدامات الميدانية التي ترتكبها قوات الاحتلال وفقا لتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي في دولة الاحتلال».
وبينت الوزارة ان القوات الاحتلال تطلق النار على الفلسطينيين دون أي سبب او ضوابط محذرة «من مغبة التعامل مع شهداء الإعدامات الميدانية كأرقام في الإحصائيات او كأمور باتت اعتيادية بسبب تكرارها اليومي».
ولفتت دائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير في بيان الى ان تقرير وزارة الصحة الفلسطينية حول إصابة الشهيدة في الجزء العلوي من الجسم «يؤكد ان إطلاق الجندي النار عليها كان بهدف الإعدام والقتل».
وإضافت «انها حصلت على صورة الجندي القاتل وسيتم تسليمها لجهة الاختصاص ذات العلاقة ضمن الجهد الفلسطيني المتراكم لمحاسبة الاحتلال على جرائمه في المحاكم الدولية».