أسامة دياب
أعلن نائب الأدميرال براد كوبر ـ قائد القوات البحرية الأميركية في القيادة المركزية والأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة، التزام بلاده بتوطيد علاقاتها العسكرية مع الكويت والاستمرار في دعم جهودها للحفاظ على أمن سواحلها، فضلا عن التزامها بالأمن والاستقرار البحري الإقليمي وكذلك مكافحة الإرهاب.
جاء ذلك في مجمل كلمته التي ألقاها خلال مؤتمر صحافي عقد على متن السفينة الحربية الأميركية «يو أس أس بورت رويال» بمناسبة وصولها إلى السواحل الكويتية للمشاركة في مناورات وتمارين مع القوات البحرية الكويتية وخفر السواحل قبل أن تنطلق لتشارك في تمارين مماثلة مع القوات البحرية للدول الحليفة بالمنطقة.
وأضاف كوبر أن وجود هذه السفينة الأميركية التي تملك قدرة على التصدي لأي عدوان جوي وبحري وتستطيع دعم القوات البرية في سواحل الكويت ما هو إلا «تأكيد على التزامنا بتقوية شراكتنا العسكرية البحرية مع شريكتنا الكويت» منوها بالعلاقات العسكرية الأميركية ـ الكويتية «المثمرة على مر عقود من الزمن».
وذكر أن القوات البحرية وقوات خفر السواحل الكويتية «شركاء مهمون»، قائلا «إننا ملتزمون باستمرار العمل معهم في المستقبل الطويل للحفاظ على أمن واستقرار مياه الخليج العربي».
وشدد على أن القوات الكويتية باتت «تضع معايير جديدة في التصدي للأنشطة غير الشرعية في السواحل هنا» مبينا أن القوات الكويتية تقود القوات المشتركة «رقم 152» وهي واحدة من أصل أربع قوات بحرية ضمن أكبر تحالف للقوات البحرية في العالم وهي «تقود هذه القوات بطاقات هائلة وابتكارات مميزة».
وقال إن الكويت «أحد شركائنا القيمين في المنطقة ونتشارك معها في المصالح» لاسيما ما يتعلق بـ«دعم الأمن والاستقرار في المنطقة والتصدي للإرهاب».
وأفاد بأنه وللتشارك المعلوماتي مع الحلفاء قامت البحرية الأميركية يوم أمس بعرض سفينتين بحريتين بدون قائد تتمتعان بتقنيات ذكية مثل الذكاء الصناعي وتتميز إحداهما بالسرعة الفائقة والأخرى بالقدرة على البقاء في البحر لمدة 100 يوم دون أن تتزود بالوقود ودون حاجة للصيانة وبإمكانهما توسعة النطاق الأمني فوق وتحت سطح الماء.
وأكد كوبر الإمكانية العالية للكويت في التعاون المباشر مع الولايات المتحدة في إدماج السفن التي تتمتع بتقنيات الذكاء الصناعي في عملياتها اليومية بالخليج العربي منوها بأهمية هذه التقنيات الجديدة «التي تساعدنا في تشكيل تصور أوضح لحال البحار المجاورة وتوفير حماية أوسع لمسارات التجارة الدولية».
وعن أهمية تبني هذه التقنيات شرح كوبر أن مسافة سواحل منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر تتخطى الـ 8000 كيلومتر ما يجعل الحفاظ على أمنها «غاية في الصعوبة ولا توجد قوة بحرية تستطيع بمفردها أن تجوبها وتغطيها كلها» مؤكدا أهمية التعاون والتشارك مع القوات في المنطقة لتحقيق ذلك إضافة إلى تبني هذه التقنيات «المهمة لإبقاء وإيصال عيوننا لمناطق أبعد».
وقال انه وبحلول صيف 2023 ستطلق القوات البحرية الأميركية وبالتعاون مع حلفائها بالمنطقة المئات من هذه السفن المتصلة بأقمار صناعية وهي تستطيع التقاط وإرسال الصور من بحار وخلجان المنطقة دعما لجهود المنطقة في التصدي للأعمال «المزعزعة للأمن وغير الشرعية».
وكشف كوبر عن مصادرة ما قيمته أكثر من 500 مليون دولار أميركي من المخدرات العام الماضي في المنطقة مؤكدا أنها كمية تفوق مجموع ما تمت مصادرته خلال الأعوام الثلاثة التي سبقت هذه التقنيات المتطورة.
وتابع: «لاتزال القوات البحرية الأميركية المنتشرة في هذه المنطقة منخرطة بنشاط في تسيير دوريات في المياه الإقليمية، بما في ذلك شمال الخليج العربي، ونحن نناقش حاليا خططا مع الكويت لتسيير دوريات مشتركة بصيغ ثنائية ومتعددة الطرف، كما نعمل على تطوير خطط لتعزيز التعاون والتواصل لردع العدوان والتهريب».
وختم حديثه قائلا: «مع زيادة قدراتنا في هذا المجال، سنشارك ما نتعلمه ونشجع جميع شركائنا على تبني هذه التكنولوجيا المهمة. نحن ملتزمون بشدة بالعمل بشكل وثيق مع شركائنا الإقليميين».
رئيس الأركان بحث مع كوبر الموضوعات المشتركة
استقبل رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن خالد صالح الصباح بديوان رئاسة الأركان صباح أمس قائد القوات البحرية في القيادة المركزية الأميركية الفريق بحري براد كوبر.
وتم خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية ومناقشة أهم الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، لاسيما المتعلقة بالجوانب العسكرية.
هذا، وحضر اللقاء عدد من كبار الضباط القادة بالجيش.