تميز «Sonic the Hedgehog» عند صدوره في عام 2020 كونه ثاني فيلم واقعي جيد مبني على لعبة فيديو بعد «Pokemon Detective Pikachu»، وبالرغم من أنه يحاول تحميل نفسه فوق طاقته، لكنه يحمل في غالبيته نفس مقدار المرح والسحر والمشاعر المؤثرة التي تميز بها الجزء الأول.
هناك في الواقع العديد من الجوانب التي يتفوق فيها «Sonic the Hedgehog 2» على سابقه، وتحديدا مدى انغماسه بشكل أكبر في كون «Sonic» من «Sega»، فقد كان الفيلم الأول بالطبع يحتوي على الكثير من التلميحات الخفية فيه، لكن مع عدم اضطرار هذا الجزء لحمل مهمة إرساء الأساس للسلسلة وكيفية تناسب «Sonic» في هذا العالم على عاتقه، يصبح بإمكان المخرج جيف فاولر والمؤلفين بات كايسي وجوش ميلر وجون ويتينغتون إطلاق العنان لأنفسهم للتعمق بالألعاب، وهذا ما يفعلونه، بالطبع يأتي هذا مع انضمام الشخصيتين الشهيرتين «تايلز» و«ناكلز» إلى صديقنا الأزرق «سونيك» في هذا الجزء، ويلتقط الفيلم روح هذه الشخصيات بشكل رائع.
يتألق «Sonic the Hedgehog 2» في كل مرة تظهر فيها هذه المخلوقات المجسمة الثلاثة على الشاشة، ما يبشر بالخير لمستقبل هذه السلسلة السينمائية المزدهرة، تعود الممثلة كولين أوشوغنيسي لأداء شخصية تايلز (صوتيا) بعد غياب طويل لتأدية دورها على الشاشة الكبيرة، والذي كان اختيارا ذكيا، فهي تجلب كل اللطافة والجدية التي تحتاج اليها الثعلبة المحببة، وتعتبر العلاقة بين تايلز وسونيك (الذي يؤديه صوتيا مرة أخرى بين شوارتز بأداء لا يزال رائعا) من النقاط المؤثرة والبارزة في الفيلم أيضا، وتتيح للقنفذ بعض التطور الرائع للشخصية، وقد يقارن «سونيك» نفسه بـ «باتمان»، لكن اقتباس مقولة «مع القوى العظيمة تأتي مسؤوليات كبيرة» في قصته يتماشى أكثر مع «بيتر باركر» في «سبايدرمان».
يركز هذا الجزء على حقيقة أن هذا القنفذ الخارق لا يزال مجرد طفل، وكل هذا أفضل بالنسبة له، مع نمو رائع للبطل الأزرق السريع، وبالنسبة إلى صديقنا الآخر ذي الفراء، فإن إدريس إلبا يجسد «ناكلز»، بشكل رائع، وبالطبع هذا ليس مفاجئا لأحد، حيث يجلب إلبا جاذبية خاصة لهذا الدور، وفي نفس الوقت يحصل على بعض أكثر الحوارات إضحاكا في العمل، ويمثل هو ود.روبوتنيك (جيم كاري) شخصيتين متعاكستين بشكل مثالي لبعضهما البعض بدور حليفين مسليين، وبالحديث عن ذلك، إذا كان هذا حقا هو الدور الأخير لكاري قبل اعتزاله التمثيل، فهو يبدو مناسبا لأنه ربما أكثر أداء يشبه طابع جيم كاري من بين جميع ما قام النجم بأدائه، وهو يطلق العنان لنفسه مع استمرار فقدان «روبوتنيك» لكراته، كما يتمكن في بعض الأحيان من إضفاء طابع من التهديد المناسب، إنه كاري في أفضل حالاته.
ما زالت هذه السلسلة ترسخ نفسها، وتواصل التحرك في الاتجاه الصحيح، لكن البشر باستثناء «روبوتنيك» لا ينجحون في ذلك، وأكبر عيب يعاني منه «Sonic the Hedgehog 2» هو أنه لا يعرف تماما كيفية التوفيق بين الشخصيات وقصة الفيلم السابق بسلاسة مع تقديم لاعبيه الجدد من دون الخوض في الكثير من تفاصيل الحبكة.
يبدأ الفيلم بإرسال توم (جيمس مارسدن) ومادي (تيكا سومبتر) إلى هاواي، وفي كل مرة ينتقل الفيلم إليهما وإلى الدراما البشرية خاصتهما، يفقد زخمه، فمن الطبيعي أنهما لن يرغبا في التخلص من والدي «سونيك» بالتبني، لكن قصتهما تبدو وكأنها محشورة بالفيلم بطريقة لا تنجح أبدا، أما الجانب الإيجابي فهو أن ناتاشا روثويل بدور «ريتشل» شقيقة «مادي» تحصل على بعض اللحظات المضحكة للغاية لتتألق بهذه المشاهد.
مشكلة «Sonic the Hedgehog 2» الأخرى هي مدته، فنظرا لكونه بطول ساعتين، فهو أطول بـ 20 دقيقة من سابقه، ما يجعل مدته غير ضرورية على الإطلاق، ويقدم الفيلم وقتا ممتعا للغاية في نصفه الأول، حيث يتحرك بسلاسة مع أكشن رائع وفي نفس الوقت يفسح المجال لبناء الصداقة بين «سونيك» و«تايلز» وصداقة «روبوتنيك» و«ناكلز» العدائية، لكنه في نصفه الثاني يصبح أطول مما ينبغي، ومع ذلك، فإن جوهر رسالته يعوض إلى حد كبير عن أوجه القصور فيه، فلقد رأينا رسالة «قوة الصداقة» مرارا وتكرارا في أفلام الأطفال، ولكن «Sonic the Hedgehog 2» يصورها بطريقة ناجحة حقا، لاسيما في خاتمته الدافئة والصادقة والتي يستحقها.
إن «Sonic the Hedgehog 2» أفضل من سابقه من نواح عديدة، لكنه يفشل في عدة نواح أخرى، فهو يبدو متناغما مع علامة «Sonic» أكثر من أي وقت مضى، وسيستمتع معجبو الألعاب لرؤية شخصياتهم المفضلة، وقد أعيد تجسيدها بمحبة على الشاشة الكبيرة.