انطلق في العاصمة السودانية الخرطوم أمس حوار بين العسكريين وقيادات من أحزاب سياسية وحركات تمرد سابقة برعاية أممية وإفريقية، لحل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ الانقلاب العسكري، في غياب أطراف رئيسية معارضة، فيما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين بالعاصمة يطالبون بالحكم المدني.
وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر برثيس خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم: «من المهم ألا نضيع هذه اللحظة.. نطلب من الجميع العمل مع بعضهم البعض بحسن نية».
ودعا مبعوث منظمة «إيغاد»، إسماعيل وايس الفصائل الغائبة إلى الانضمام للحوار، قائلا: «مرحب بهم دائما والباب مفتوح».
وقال المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي محمد لبات: «نحن كآلية لا يمكننا تصور حل سياسي بدون مشاركة» الفصائل الغائبة.
لكن تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض في السودان أعلن مقاطعته للحوار، كما رفض حزب الأمة أكبر الأحزاب السياسية في البلاد المشاركة أيضا لعدم اكتمال الظروف المواتية له.
وغاب أعضاء من لجان المقاومة التي ظهرت خلال احتجاجات 2019 ضد الرئيس السابق عمر البشير وقادت تظاهرات مناهضة للانقلاب خلال الآونة الأخيرة.
من جهته، دعا نائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو القوى السياسية الغائبة عن الحوار الذي يجري بتسهيل من الآلية الثلاثية، إلى المشاركة فيه وتغليب المصلحة العليا للسودان والانخراط في الحوار.
وقال دقلو، في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع «فيسبوك»، إن الحوار المباشر بين الأطراف السودانية يهدف للتوصل إلى توافق وطني من أجل استكمال ما تبقى من الفترة الانتقالية.
وحيا نائب رئيس مجلس السيادة القوى الوطنية التي شاركت في جلسة أمس، وأكد دعم الآلية الثلاثية كمسهل للحوار السوداني السوداني.
وأشار إلى أنه لا بديل عن الحوار إلا الحوار من أجل تحقيق توافق وطني يمهد الطريق إلى بناء مستقبل أفضل للسودان، مشيدا بجهود الآلية الثلاثية والدول الشقيقة والصديقة التي تدعم وتساند الشعب السوداني.
وبعد انطلاق الحوار السياسي الذي دعا له كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة دول شرق ووسط أفريقيا للتنمية (إيغاد)، قامت قوات الشرطة في وقت لاحق بإطلاق الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين المطالبين بحكم مدني في منطقة بري شرق الخرطوم، بحسب صحافي من وكالة فرانس برس.
وفي بيان مشترك، دانت مجموعة من سفارات الدول الأوروبية في السودان وبينها فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب سفارات الولايات المتحدة وكندا واليابان، ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات منذ الانقلاب العسكري.