على الوالدين ذكر بطولات الصحابة الصغار لأبنائهم، هؤلاء الصحابة الذين كانت همومهم وتطلعاتهم الى الشهادة في سبيل الله، فقد روي ان عمر بن ابي وقاص وهو ابن 16 عاما جلس يوما وهو حزين ومهموم، حيث كان يخشى ان يرده النبي صلى الله عليه وسلم عن القتال في غزوة بدر لصغر سنه، فسأله سعد بن ابي وقاص: مالك يا أخي؟ قال: اني خاف ان يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني وانا احب الخروج لعل الله ان يرزقني الشهادة، فكان سعد رضي الله عنه يقول: فكنت اعقد حمائل سيفه لصغر سنه فجاهد فقتل رضي الله عنه، هكذا كانت احوالهم واحلامهم، فإذا شرب الطفل تضرع حب الله وكتابه وتاريخ الاسلام المجيد ونماذجه وتقلد بأخلاقهم وسلوكهم قولا وفعلا ومحاكاة، وايضا عندما يقص الوالدان ماضي السيرة النبوية واحداثها وربطها بالواقع يزيد اعتزاز الطفل بدينه، فهذا عبدالله بن الزبير بن العوام رضي الله عنه وهو في سن السابعة من عمره يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه رهط من الاطفال يريد مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم كالكبار، فبايعه النبي صلى الله عليه وسلم تأكيدا لمكانه السامي وتعزيزا لأهمية الدور والعمل الذي سيناط به مستقبلا. وهكذا تكون تربية الأبوين لأولادهما تربية صحيحة عن طريق القصص القرآني المرتبط بالجنة، لأنه يشد انتباه الطفل وينتقل بخياله من الدنيا الى الآخرة ويترعرع على القيم الإسلامية.