دعت أوكرانيا حلفاءها الغربيين إلى الإسراع في إمدادها بالأسلحة الموعودة وخصوصا المدفعية الثقيلة «بعيدة المدى»، معتبرة أن هذا الأمر سيمكنها من أن تستعيد سريعا مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية، ويمكن أن تحدد المعركة مصير منطقة دونباس، وفق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقد أكد حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أمس، أن أوكرانيا تستطيع فور حصولها على أسلحة غربية «بعيدة المدى» أن تستعيد سيفيرودونيتسك.
وأشار غايداي إلى «استمرار» حرب الشوارع والقصف الروسي بالمناطق الصناعية في سيفيرودونيتسك التي لاتزال تحت سيطرة الأوكرانيين، متابعا «قواتنا تصدهم، ثم يستأنف القصف المدفعي وتستمر الأمور على هذا النحو».
وذكر حاكم لوغانسك عبر تطبيق «تليغرام»، أن أربعة أشخاص قتلوا في قصف استهدف مصنع أزوت للكيماويات في سيفيرودونيتسك.
وقالت مصادر أوكرانية إن مئات المدنيين يتخذون ملاذا في المصنع الواقع شرق أوكرانيا، والذي يستخدم حاليا كملجأ ضد الغارات الجوية.
لكن حتى الآن ليس محاصرا من جانب القوات الروسية مثلما كان الحال في ماريوبول عندما لاذ السكان بمصنع أزوفستال للصلب لحماية أنفسهم من القصف.
وصرح غايداي بأن مدينة ليسيتشانسك المجاورة يسيطر عليها الجيش الأوكراني بالكامل لكنها تتعرض لقصف «قوي وفوضوي»، متهما القوات الروسية باستهداف المستشفيات ومراكز توزيع المساعدات الإنسانية «عمدا».
وبعد أكثر من مائة يوم على بدء الهجوم الروسي تتفاقم تداعيات الحرب في العالم بقطاعات المال والغذاء والطاقة، حيث طالت 1.6 مليار شخص، كما صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أول من أمس.
وقال غوتيريش إن «تأثير الحرب على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل منهجي وخطير ومتسارع»، محذرا من أنه «بالنسبة للناس في جميع أنحاء العالم تهدد الحرب بإطلاق موجة غير مسبوقة من الجوع والبؤس مسببة فوضى اجتماعية واقتصادية».
وتابع أن «هناك طريقة واحدة فقط لوقف هذه العاصفة التي تختمر وهي ان الغزو الروسي لأوكرانيا يجب أن يتوقف».
وضم زيلينسكي صوته الى غوتيريش، حيث حذر أمس من أن الملايين قد يموتون جوعا بسبب حصار روسيا لموانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
وقال في بيان بثه التلفزيون، إن العالم على شفا «أزمة غذاء مروعة» مع عدم قدرة أوكرانيا على تصدير كميات كبيرة من القمح والذرة والنفط ومنتجات أخرى كانت «تقوم بدور داعم لاستقرار الأسواق العالمية».
وأضاف «هذا يعني للأسف أنه قد يكون هناك نقص فعلي في المنتجات بالعشرات من دول العالم. قد يتضور ملايين الناس جوعا إذا استمر الحصار الروسي في البحر الأسود».
وتتهم أوكرانيا والغرب موسكو باستخدام إمدادات الغذاء كسلاح، وتقول روسيا إن الألغام الأوكرانية المزروعة في البحر والعقوبات الدولية المفروضة عليها هي السبب في تعطيل الصادرات.
ومقارنة بالأهداف الكبرى في بداية الغزو، لم تحرز القوات الروسية سوى تقدم بطيء دفع المحللين الغربيين إلى القول انه تحول إلى حرب استنزاف، مع حالات تقدم محدودة ثمنها دمار هائل وخسائر فادحة، وهذا ما أكده وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، قائلا: إن نحو 100 جندي أوكراني يقتلون يوميا في المعارك مع الجيش الروسي، الذي يركز خصوصا على مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك.
وكتب ريزنيكوف في منشور عبر موقع فيسبوك، وفق ما نقلته وكالة أنباء «يوكرنفورم» الأوكرانية، أن الوضع على الجبهة لايزال صعبا، إذ تفقد أوكرانيا ما يصل إلى مائة جندي يوميا إلى جانب إصابة ما يصل إلى 500 آخرين.
وأوضح أن أوكرانيا تؤكد حاجتها إلى الأسلحة الثقيلة في أسرع وقت ممكن، مضيفا «لقد أثبتنا أننا لا نخشى الكرملين، على عكس الآخرين. لكننا كدولة لا نستطيع تحمل مزيد من الدماء وفقدان أفضل أبنائنا وبناتنا».