قال معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام إنه من المتوقع أن تنمو الترسانة النووية العالمية في السنوات المقبلة لأول مرة منذ الحرب الباردة في الوقت الذي زاد فيه خطر استخدام مثل هذه الأسلحة إلى أعلى مستوياته منذ عشرات السنين.
وقال المعهد في سلسلة بحثية جديدة نشرت امس إن الغزو الروسي لأوكرانيا والدعم الغربي لكييف أديا إلى تصعيد التوترات بين الدول الـ 9 المسلحة نوويا في العالم.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الأسلحة النووية بشكل طفيف بين بدايتي 2021 و2022 قال معهد ستوكهولم إنه إذا لم تتخذ القوى النووية إجراء فوريا فقد تبدأ المخزونات العالمية النووية في الارتفاع قريبا لأول مرة منذ عشرات السنين.
وأشار المعهد إلى أن الانخفاض في العدد الإجمالي للأسلحة يرجع إلى قيام الولايات المتحدة وروسيا «بتفكيك الرؤوس الحربية» التي باتت خارج الخدمة، في حين أن عدد الأسلحة العاملة لا يزال «مستقرا نسبيا».
وقال ولفريد وان، مدير برنامج أسلحة الدمار الشامل التابع بمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام في الكتاب السنوي للمعهد لعام إن 2022 «جميع الدول المسلحة نوويا تعمل على زيادة أو تطوير ترساناتها ومعظمها يزيد من حدة لهجته النووية والدور الذي تلعبه الأسلحة النووية في استراتيجياتها العسكرية». وتابع: «هذا اتجاه مقلق للغاية».
وتمتلك روسيا أكبر ترسانة نووية في العالم بإجمالي 5977 رأسا نوويا أي ما يزيد بنحو 550 عن الولايات المتحدة. ويمتلك البلدان أكثر من 90% من الرؤوس الحربية في العالم.
وكانت لدى القوى النووية التسع - بريطانيا والصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان والولايات المتحدة وروسيا - 12705 رؤوس حربية نووية في أوائل 2022، أي 375 رأسا أقل مما كانت عليه أوائل 2021، وفقا لتقديرات معهد سيبري.
وقد انخفض العدد من أكثر من 70 ألفا عام 1986، إذ خفضت الولايات المتحدة وروسيا تدريجيا ترساناتهما الهائلتين اللتين تراكمتا خلال الحرب الباردة.
لكن باحثين من معهد ستوكهولم قالوا إنه يبدو أن عصر نزع الأسلحة يقترب من نهايته وان خطر حدوث تصعيد نووي هو الآن في أعلى مستوياته في فترة ما بعد الحرب الباردة.
وأوضح مات كوردا أحد المشاركين في إعداد التقرير لوكالة فرانس برس «قريبا سنصل إلى النقطة التي يمكن أن يبدأ فيها العدد العالمي للأسلحة النووية بالارتفاع للمرة الأولى منذ نهاية الحرب الباردة».
واعتبر كوردا انه «سيكون من الصعب جدا إحراز تقدم في نزع السلاح خلال السنوات المقبلة بسبب هذه الحرب وبسبب الطريقة التي يتحدث بها بوتين عن أسلحته النووية».
وأضاف أن تلك التصريحات المقلقة تدفع «الكثير من الدول الأخرى المسلحة نوويا إلى إعادة التفكير في استراتيجياتها النووية».