بدأت تتوارد على ذهني ألفاظ الطلاق وفمي مغلق مرتين، ولولا أن فمي مغلق لكنت تكلمت، فقلت في نفسي ألا يكفي هذا دليلا على الوسوسة؟! وتذكرت فتوى كتب لي فيها المفتي (يكفيك أن تأخذ بما أفتيناك به حتى تخرج من الحيرة).
1 ـ فبدأت أقول: (أخرج من الحيرة) وفي ذهني الطلاق؟ فتساءلت: هل قولي «أخرج من الحيرة» يقع بها الطلاق؟
2 ـ بعدها قلت: (أخرج من الحيرة بالطلاق) فرجعت أقول هل هذه الكلمة الثانية وهي (أخرج من الحيرة بالطلاق) يقع بها الطلاق؟ بعدها وأنا مشغول بالجملة الثانية متفكرا فيها جاء في ذهني معناها «اخترت الطلاق».
3 ـ بعدها قلت: (اخترت الطلاق) وجاء بعدها في ذهني أن أكرر هذه الجملة مرة ثانية فامتنعت، ولكنني وأنا أقول «اخترت الطلاق» في المرة الأولى فتهيّأ لي حضور نية الطلاق، فهل وقع الطلاق؟ وتقوّى عندي هذا الأمر وهو نية الطلاق عندما أردت كتابة ما حدث لأسأل عنه، فقلت حتى ولو لم تكن (اخترت الطلاق) صريحة في الطلاق الا انها بالنية صارت طلاقا، فهل وقع الطلاق في المسائل الثلاث السابقة؟ خاصة السؤال الثالث، وما يؤرقني هو إحساسي بالنية.
٭ الطلاق لابد له من لفظ يدل عليه، وحالتك لا يوجد فيها لفظ، وإنما هو حديث نفس، والله تعالى قد تجاوز عن الإنسان في حديث النفس لقوله عليه صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما وسوست به وحدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به» (متفق عليه) من حديث أبي هريرة. قال الترمذي: «والعمل على هذا عند أهل العلم، أن الرجل إذا حدث نفسه بالطلاق لم يكن شيء حتى يتكلم به، حتى لو تلفظت بلفظ الطلاق من دون قصد الطلاق فإنه لا يقع، والذي يظهر من حالتك أن ما تمر به هو وسوسة متقدمة ينبغي عليك تركها وعدم الاكتراث لها والانجرار وراءها، ولا أثر لها في الأحكام الشرعية بل إن الوسوسة في الشريعة إن اشتدت تلحق بالإكراه الملجئ والأمور إنما تعتبر بمقاصدها فقط. والله أعلم.