حنان عبد المعبود
أطلق مجلس الصحة الخليجي لدول مجلس التعاون حملة تحت عنوان «شيء يضيع كل شيء» وذلك عبر جميع منصاته الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك للتحذير من أخطار المخدرات بمختلف أنواعها وطرق الوقاية من الوقوع في تجربتها.
وقال مجلس الصحة أن المخدرات عبارة عن مركبات تقوم بتغيير حالة الشخص العقلية والجسدية والنفسية، مما تؤثر على الطريقة التي يعمل بها العقل وكيف يشعر ويفهم الشخص، وهذا ما يجعل المخدرات خطيرة وغير متوقعة وقد تكون عن طرق عدة منها التدخين أو استنشاق أو بلع أو حقن المركب، حيث تختلف أنواع المخدرات وأشكالها، وغالبا تصنف على أساس تأثيرها على الجهاز العصبي للإنسان، والتي منها المخدرات المهدئة والمنشطة والمهلوسة.
وعرج المجلس في حملته على سؤال قد يراود الكثير وهو عن اخطر أنواع المخدرات، وقال: من الطبيعي أن يراودك تساؤل حول ماهو الأخطر والأقل خطورة من أنواع المخدرات، وأجاب أن في حالة المخدرات لا يوجد هذا التصنيف، حيث إن جميع أنواع المخدرات والتي منها الحشيش، الشبو، الكبتاغون، وغيرها تؤثر على صحة الإنسان سواء على المدى القصير والبعيد.
وأضاف المجلس في حملته الجارية «شيء يضيع كل شيء» حول إمكانية الإدمان من عدمها عند استخدام المخدرات بين الحين والآخر، حيث إن معظم مستخدمي المخدرات يبدؤون بنيه التجربة مره واحدة فقط أو في المناسبات، ولكن المخدرات تعمل مباشرة على التأثير الضار على الجهاز العصبي والتنفسي والدوري من أول استخدام وتبدأ في إحداث تراكمات وتغييرات خطيرة على الجسم.
وشدد المجلس بأن الشخص معرض للإدمان في أي لحظة، حيث يبدأ الإدمان بالتجربة والفضول لكن التجربة قد تدخلك بمراحل التعاطي والإدمان وتبدأ بمرحلة التحمل حيث إن في هذه المرحلة يستمر الشخص في استخدام المادة المخدرة مما يضطر فيها لاستخدام جرعات أكبر حتى يصل لنفس التأثير السابق، بعدها يصل إلى مرحلة الاعتمادية وعند التعرض لجرعات أكبر يبدأ الجسم بالاعتماد على المادة مما يسبب رغبه شديدة وأعراض انسحابية للرجوع لاستخدامها لتخفيف هذه الأعراض، وقد تصل لمرحلة أن المتعاطي يعتقد أنه لا يستطيع ممارسة حياته بالشكل الطبيعي إلا تحت تأثير المخدرات.
وأضاف أن بعدها قد يصل إلى مرحلة الإدمان: وهي حاله مرضية يتعرض فيها الشخص لرغبة ملحة في تعاطي المخدرات، ويعرف بأنه سلوك قهري خارج عن السيطرة بشكل ملحوظ.
وأشار مجلس الصحة الخليجي في حملته أن تأثير المخدرات على صحتك الجسدية يحول لشحوب الوجه وزيادة التجاعيد وأن يبدو الشخص أكبر من عمره الحقيقي كما يقوم بفقدان أو زيادة الوزن بشكل ملحوظ، كما أن التعاطي يؤثر على قدرات الشخص المعرفية والتركيز والتخطيط واتخاذ القرارات وحل المشكلات كما قد يسبب استخدامها بشكل مستمر إلى مشاكل في الأوعية الدموية والشرايين مما تؤدي إلى السكتة الدماغية والموت المفاجئ.
كما أن للمخدرات تأثير على الصحة النفسية والشعور بالقلق المستمر والتفكير السلبي في حال عدم توافر المادة المخدرة، وأن ما يقارب 34% من المراهقين متعاطي المخدرات مصابين بحالات اكتئاب، حيث إنها تقوم بجعل الشخص يشعر بفقدان المتعة واللامبالاة والابتعاد عن المناسبات والخروج مع الأصدقاء ما يفقد الفرد ثقته بنفسه، وقد تنتهي مراحل الإدمان بمشاكل نفسية مزمنة مثل اضطراب ثنائي القطب أو اكتئاب حاد وقلق مزمن ورهاب اجتماعي والفصام.
وقالت حملة «شيء يضيع كل شيء» إن المخدرات لها تأثير مباشر على صحتك الاجتماعية وتفكك العلاقة الأسرية وخيبه أمل الوالدين، مما يتسبب في الكثير من الخلافات بينهم، ما قد يؤدي إلى ضياع المستقبل وإهمال الدراسة وخسارة العمل والمكانة الاجتماعية وابتعاد الأصدقاء وخسارتهم بسبب التصرفات العدوانية، على الرغم أن من يقع في هذه الأمور قد يكون ذو قيم ومبادئ عالية ولكن انخراطه في التعاطي أدى إلى ضياع قيمته.
واختتم المجلس رسالته التوعوية عن أخطار المخدرات وتعاطيها بأن الدراسات أشارت أن ما يقارب 44% من السائقين في الحوادث المرورية المميتة أثبتت تعاطيهم للمخدرات، وأيضا اشارت الدراسات إلى أن المخدرات تضيّع على متعاطيها ما بين 10 و30 سنة من حياته أي ما قد تتسبب له بالوفاة المبكرة.