فيلم «The Secrets of Dumbledore» هو الثالث بسلسلة «Fantastic Beasts»، وهناك خطط لإنتاج فيلمين آخرين، لكن إنهاء سلسلة الأفلام الفرعية هذه عن «Harry Potter» سيكون بمنزلة رحمة، حيث لا يوجد شيء رائع في الفيلم الجديد، فالقصة مملة، والشخصيات أسوأ، كما انه يفتقر الى الخيال من الناحية البصرية، وهناك القليل من الأسرار الفعلية التي يمكن التحدث عنها (هناك كشف واحد من الجزء الماضي الذي يتم توضيحه قليلا، لكن هذا كل شيء).
وفي حين عانى الجزء السابق «The Crimes Of Grindelwald»، من حبكة أفسدت ذروة الأحداث، حيث كانت الشخصيات تطارد بعضها البعض بشكل مذر لساعتين، ثم في نهاية المطاف تتوقف وتكشف عن التقلبات بالحبكة، إلا أن هذا الجزء ينهار في وقت أبكر حتى لدرجة أنه يضطر لتقديم تصوير سحري جديد بالكامل فقط ليبرر مدى عشوائية الأمر برمته.
يبدو أن شركة «Warner Bros» تشعر بندم المشتري عندما يتعلق الأمر بهذه السلسلة، حيث نرى العناوين على جميع البوسترات تقوم بتصغير حجم جزء «Fantastic Beasts» من العنوان (لصالح العنوان الفرعي Secrets of Dumbledore)، لكن نظرا لأنها لاتزال تمثل سلسلة خطية، فهي لا تتمتع برفاهية التخلص من شخصياتها الرئيسية، فبعد مرور عام على أحداث الفيلم الأول، يعود عالم الحيوان غريب الأطوار نيوت سكاماندر (إيدي ريدماين)، وكذلك شقيقه ذو تعابير الوجه الجامدة ثيسيوس (كالوم تيرنر) وصديقه غير الساحر جاكوب كوالسكي (دان فوغلر)، على الرغم من أنه لا سبب لعودة أي منهم، فقد تجاوزتهم الحبكة الأكبر، والتي تتمحور حول صعود الساحر الفاشي غيليرت غريندلوالد (مادس ميكلسن) وألبوس دمبلدور (جود لو)، وبالكاد تتطلب مشاركتهم بأي شكل.
الشخصية الدائمة بالسلسلة تينا غولدشتاين (كارين ووترستون) غير موجودة في الفيلم أكثر من مجرد مشهد عابر على الرغم من مشاركتها البطولة الرئيسية للفيلمين السابقين، ودورها المصغر لا يحدث ذرة واحدة من التغيير، لكن من ناحية أخرى، ونظرا لطريقة تركيبة الفيلم، يمكنكم بسهولة إزالة اسم شخصية «دمبلدور» الموجودة بالعنوان من المعادلة ولن يتغير سوى القليل، هذه علامة سيئة عندما لا تبدو أي شخصية فيه بأنها جزء لا يتجزأ من طاقم الشخصيات المنوع لهذا العمل الخيالي، والأسوأ من ذلك هو عدم محاولة تبرير وجود أي منهم في المقام الأول، لكن قائمة السحرة ليست الشيء الوحيد الذي يبدو أنه في غير محله.
التطور الوحيد المهم بشكل طفيف في الفيلم يحدث بالمشهد الافتتاحي، وفيه يعلن «دمبلدور» صراحة أنه كان يحب «غريندلوالد» ذات مرة، ومن هناك فصاعدا، تنحدر الأشياء للأسوأ، وسرعان ما تصبح متابعة القصة بحد ذاتها أمر غير مجد.
يتم توضيح دوافع بعض الأشخاص في النهاية، على الرغم من أن ذلك لا يتم إلا من خلال التفسير اللفظي وبعد وقوع الحدث بفترة طويلة، وهناك ثلاث شخصيات رئيسية على الأقل تتغير بنسبة 180 درجة، ويبدو أن ذلك يحدث بنقرة زر، إحدى هذه الشخصيات تتغير 180 درجة مرة أخرى، والسبب غير مقنع.
عاد ستيف كلوفز، الذي قام بتأليف جميع أفلام «Harry Potter» باستثناء واحد، إلى السلسلة وشارك في كتابة السيناريو مع جاي. كاي. رولينغ، لذا فإن الإشارات إلى الأفلام السابقة تظهر بأعداد أكبر، لكن غالبا ما يبدو أنه تمت كتابة السيناريو بواسطة خوارزمية تقوم بإنشاء الحبكة.
يمثل «الأيل السحري» بعض المشاكل المركزية المزعجة بالفيلم، على الرغم من أنه بالكاد يظهر على الشاشة، فمن جهة هو يخدم هدفا نموذجيا للمؤلفة رولينغ، حيث يتجنب الحاجة إلى وجود أخلاقيات واضحة، ففي قرار إبداعي يعكس ذروة روايتها «The Deathly Hallows» وفيها يقوم «هاري بوتر» بهزيمة «فولدمورت» بسبب تفصيل سحري يتمحور حول العصا، بدلا من أي شيء يتعامل مع معتقداتهم أو أفعالهم، يتضح أن لـ «Qilin» دورا في اختيار القائد السحري الجديد، ويتبين أن هذه مشكلة، لأن الحبكة بأكملها تتمحور حول تبرئة «غريندوالد» من جرائمه والترشح لانتخابات كبرى في اللحظة الأخيرة، وتم رسم العديد من التلميحات إلى صعود أدولف هتلر، وشبح دونالد ترامب ليس بعيدا عن نطاق الفيلم، لكنه لا يحتوي على سياسة فعلية يمكن التحدث عنها، لأنه يتعلق اسميا فقط بالأشخاص الذين يختارون تقديم الدعم وراء السلطة.
لا يحتاج الفيلم لأن يعبر «غرينديلوالد» أبدا عما يؤمن به من خلال الكلمات أو الأفعال (أي تعصبه المفترض ضد غير السحريين، والذي تشير إليه شخصيات أخرى إلى حد كبير) نظرا لأن الانتخابات تنحصر في تفاصيل حفل سحري، بدلا من أي شيء يشبه العالم الحقيقي الذي تكون فيه أصوات الناس وآراؤهم مهمة، ونادرا ما يبدو أن هناك «عالما سحريا» فعليا يتجاوز حدود المجموعة، ناهيك عن عالم ذي وجهات نظر فعلية وأجزاء سياسية متحركة.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تحويل الأيل «Qilin» إلى حل سريع لمشكلة رئيسية أخرى، على الرغم من أنه لا يعمل على النحو المنشود، ففي مشهد مبكر، تكشف أجزاء من حوار يبدو أنه أعيد تصويره على عجل أن هذا الحيوان يمكن أن يساعد أيضا في التنبؤ بالمستقبل، ومع تجاهل الفيلم حقيقة أن «غرينديلوالد» كان لديه بالفعل هذه القدرة في الفيلم الأخير، يتم تعديل هذه القوة بعد ذلك في تبادل حديث، حيث يناقش «دمبلدور» و«نيوت» و«ثيسيوس» و«جاكوب» ومساعدة نيوت باونتي (فيكتوريا ييتس) والوافدة الجديدة المتفائلة البروفيسور هيكس (جيسيكا ويليامز) خطتهم الغامضة لإفشال خطة «غرينديلوالد» الغامضة بنفس المقدار، وفيما يبدو أمرا واعدا بالقصة، سرعان ما يدرك الأبطال أنهم يواجهون شريرا يمكنه التنبؤ بكل تحركاتهم، لذا يجب أن يكون سلوكهم غير قابل للتنبؤ به عندما يتخذون إجراءات ضده، بطرق قد لا تكون منطقية دائما.
ومع ذلك، لا يظهر هذا النهج المثير للاهتمام، ولا حقيقة أن «غرينديلوالد» لديه الآن قوة التبصر، مرة أخرى، ويتم إظهار قدرته فقط من خلال التأثيرات المرئية غير المتوازنة التي يبدو أنه تم حشرها بشكل غريب في مشاهد «ميكلسن» من دون الكثير من التخطيط المسبق، هذا يجعل الوظيفة الثانوية للأيل الصغير تبدو كما لو أنه تم وضعها في مرحلة ما بعد الإنتاج، كذريعة رجعية لتبرير كون الفيلم فوضى كاملة.
يدعي «جاكوب» مازحا في مرحلة ما أنه مرتبك حول ماهية هدف الأبطال في الواقع، لكن تسليط الضوء على ذلك لا يساعد الفيلم، لأنه لا يوجد هدف فعلي، ويتخلل الفيلم مشاهد قائمة بحد ذاتها، مثل هروب من السجن، ومحاولة اغتيال، وما إلى ذلك، والتي يلتئم فيها شمل الشخصيات من جديد قبل الانفصال مرة أخرى.
غالبا ما يكون «The Secrets of Dumbledore» منقسما بين عدة حبكات في نفس الوقت، ولا يبدو أن هناك عواقب لأي منها ما لم تحدث في مكان ما بالقرب من «غريندلوالد»، ونادرا ما تكون قطع القصة المتناثرة منطقية، وهي لا تفيد سوى في إبقاء الشخصيات مشغولة إلى حين اقتراب موعد الانتخابات.