كثيرا ما تتساءل الأمهات: كيف نعد ونربي ابناء صالحين في ظل التحديات اليومية المتمثلة في وسائل الإعلام ورفقاء السوء، وكل ما يواجهونه في حياتهم؟ ولعل تذكير الابن بالله تعالى دائما وبيان فضله ونعمه على الإنسان من الأمور التي ترسخ التربية الربانية في نفسه، وكذلك تعظيم أمر هذا الدين بمقدساته وشعائره ورموزه وتعليق اعماله بالآخرة والجنة، وبيان نعيمها بأسلوب مبسط يتناسب مع مرحلته العمرية.
ومن أهم الوسائل لهذه التنشئة الإسلامية العمل على ارتباط الطفل بكتاب الله بصورة دائمة والقيام بتحفيظ الطفل أجزاء القرآن الكريم، وتعميق الخوف الشديد من الله عند اقتراف ذنب مهما صغر، والعمل على تنمية الرقابة الذاتية ليعظم الذنب في نفسه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا غلام احفظ الله يحفظك»، وتأصيل المعية الدائمة له بدوام ترطيب لسانه بذكر الله بالأذكار الخاصة، وبالمناسبات كدعاء الخروج من المنزل والاستيقاظ وعيادة المرضى والرقية عند المرض واستثمار المناسبات الدينية لزيادة رصيده الإيماني، كذلك بذكر سير الصالحين والسيرة النبوية وأحداثها والعبر المستفادة منها، وربطها بالواقع ليزيد اعتزازه بدينه وعقيدته، فيتعود الطفل منذ نعومة أظفاره لتصبح فيما بعد ركنا اساسيا ومهما في حياته بعد ان يعاد تعميقها ايجابيا وعقائديا بكتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم حتى تصبح ظاهرة تقليدية وعادة نمطية تعود عليها كأداء الصلاة والذهاب الى المسجد وارتداء البنت الحجاب.. بذلك نحمي اطفالنا من اي سلوك شاذ ونغرس فيهم القيم والمثل التي تبقى معهم خلال مراحل حياتهم، وبذلك ينهج الطفل في حياته وتعاملاته نهجا اسلاميا، فالبيت منشأ الإصلاح لأبنائنا.