دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الحلفاء إلى «الوقوف صفا واحدا» في مواجهة روسيا وذلك خلال اليوم الاول من أعمال قمة مجموعة الدول السبع الكبرى «G7» في منطقة الألب البافارية التي تخيم عليها الحرب في أوكرانيا وتداعياتها الجسيمة على إمدادات الطاقة والغذاء العالمي.
وفي مستهل الاجتماع، تحركت أربع دول من مجموعة السبع الصناعية الكبرى لفرض حظر على واردات الذهب الروسية في إطار الجهود لتشديد العقوبات على موسكو وقطع سبل تمويل غزوها لأوكرانيا.
ومع ذلك، لم يتضح ما إذا كانت الخطوة ستلقى موافقة بتوافق الآراء، إذ قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن القضية ستحتاج للتعامل بحرص وإلا فستتسبب في نتائج عكسية.
وفي مستهل اجتماع ثنائي، وجه بايدن الشكر للمستشار الألماني أولاف شولتس على الدور الريادي الذي يقوم به بشأن أوكرانيا، وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشل في شق صف الغرب.
وقال بايدن «يمكننا تجاوز كل هذا والخروج أقوى».
وأضاف «بوتين يعول منذ البداية على حدوث شقاق بين حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع. لكننا لم ننقسم ولن ننقسم».
بدورها، قالت بريطانيا إن حظر الذهب الروسي يستهدف الأثرياء الروس الذين يشترون السبائك باعتبارها الملاذ الآمن لتقليل الأضرار المالية للعقوبات الغربية.
وصرح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأن «الإجراءات التي أعلنا عنها ستستهدف بشكل مباشر طبقة الأثرياء الروس أصحاب النفوذ وتضرب قلب آلة بوتين العسكرية».
وأضاف «نحتاج لحرمان نظام بوتين من التمويل. وهذا هو تماما ما تفعله المملكة المتحدة وحلفاؤنا».
وستحظر بريطانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان واردات الذهب الروسية، وأيدت فرنسا أيضا الخطوة.
ومع تعرض العاصمة الأوكرانية كييف لقصف صاروخي امس، حيث أصابت الصواريخ مبنى سكنيا وروضة أطفال، قال وزير الخارجية الاوكراني دميترو كوليبا إنه يجب على مجموعة السبع الرد بتقديم المزيد من الأسلحة وبفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا.
ووصف بايدن عمليات القصف بأنها «همجية».
واستيقظ سكان في العاصمة الأوكرانية أمس على دوي ضربات روسية استهدفت مجمعا سكنيا في حي يجاور مصنع أسلحة تعرض للقصف في الأسابيع الأخيرة، وذلك قبيل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وهي المرة الثالثة التي يتم فيها استهداف هذه المنطقة بالصواريخ منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وينتج مصنع «ارتيم» للأسلحة الذي انشئ في القرن التاسع عشر، قذائف «أرض-أرض» وقذائف مضادة للدبابات وصواريخ من العيار الثقيل، وفقا لموقع عسكري أوكراني متخصص.
واعتبرن كييف كليتشكو أن الضربة الروسية هدفها «ترهيب الأوكرانيين (..) مع اقتراب قمة الناتو» التي ستعقد في مدريد بين 28 و30 الجاري.
إلى ذلك، ذكر التلفزيون الرسمي الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين سيزور جمهوريتين سوفيتيتين سابقتين صغيرتين فيما سيصبح أول رحلة معروفة له إلى الخارج منذ قراره غزو أوكرانيا.
وأودى غزو أوكرانيا، الذي بدأ يوم 24 فبراير الماضي، بحياة آلاف الأشخاص وتسبب في نزوح ملايين آخرين عن ديارهم ودفع الغرب إلى فرض عقوبات مالية قاسية على موسكو، ويقول بوتين إن العقوبات ستكون سببا في بناء علاقات تجارية أقوى مع دول أخرى مثل الصين والهند وإيران.
وقال بافيل زاروبين مراسل قناة «روسيا 1» التلفزيونية الرسمية إن بوتين سيزور طاجيكستان وتركمانستان ثم يجري محادثات بعد ذلك مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في موسكو.
وفي دوشنبه، عاصمة طاجيكستان، سيجتمع بوتين مع الرئيس إمام علي رحمن وهو حليف وثيق لروسيا وأكثر رئيس بقاء في الحكم لجمهورية سوفييتية سابقة.
وقال زاروبين إن بوتين سيحضر في عشق أباد عاصمة تركمانستان قمة تضم زعماء الدول المطلة على بحر قزوين وهي: أذربيجان وكازاخستان وإيران وتركمانستان.
وكانت آخر رحلة معروفة لبوتين إلى الخارج زيارة لبكين في أوائل فبراير شباط حيث كشف هو والزعيم الصيني شي جين بينغ عن معاهدة صداقة «بلا حدود» قبل ساعات من حضورهما افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في العاصمة الصينية.