أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أن «الوضع في العقبة بات تحت السيطرة» بعد تسرب غاز سام من حاوية سقطت من باخرة في الميناء، بينما ارتفعت حصيلة القتلى جراء الحادث إلى ما لا يقل عن 13 شخصا وأكثر من 300 مصاب آخرين.
وأوضح الخصاونة، خلال زيارته مكان الحادث في ميناء العقبة برفقة وزيري الداخلية والصحة في تصريحات للصحافيين، أن «الأوضاع باتت تحت السيطرة بالكامل والميناء يعمل بشكل طبيعي».
واضاف ان «الحياة عادت إلى طبيعتها، وهناك طوق احترازي بقطر 500 متر (حول مكان الحادث) ولكن تركيزات الغاز لم تعد موجودة في الجو وأعداد المصابين تتناقص في المستشفيات».
وأشار الى أنه تم رفع الأطواق الأمنية والاحترازية التي وضعت على مساحة أوسع عقب الحادث أمس الأول. وأكد أنه تم تكليف وزير الداخلية مازن الفراية لتشكيل فريق تحقيق.
من جهته، أكد وزير الصحة الأردني فراس الهواري في تصريحات صحافية إنه «من الناحية الصحية فقد انتهى أثر الغاز ولم يعد له أي تركيز يذكر في منطقة الحادث».
واشار الى أن نحو 100 مصاب يتلقون العلاج في مستشفيات العقبة والعدد في تناقص مستمر.
من جانبه، أعلن وزير الداخلية مازن الفراية استئناف العمل بموانئ العقبة كافة، اعتبارا من امس باستثناء رصيف رقم 4، وذلك «لإتاحة المجال للتأكد من سلامته بشكل نهائي».
وفي سياق متصل، أكد مفوض السياحة والبيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نضال المجالي «انحسار تأثير الغاز المتسرب».
وشدد وزير البيئة الأردني د.معاوية الردايدة خلو الهواء في مدينة العقبة من غاز الكلور، وأنه لا أخطار بيئية متوقعة لحادثة تسرب غاز الكلور أول من أمس.
وقال الردايدة في تصريح أوردته وكالة «بترا»: «إن غاز الكلور المتسرب ذو كثافة عالية ونطاق وزمن انتشاره محدود.. وتم التعامل معه من قبل الجهات المختصة بسرعة عالية»، الوزارة فحصت الهواء في مناطق مختلفة من مدينة العقبة بما فيها رصيف الميناء بعد وقوع حادث تسرب الغاز، ومنطقة صوامع الحبوب وتأكدت من درجة سلامة الهواء.
وأوضح أنه تم أخذ عينات من ماء البحر بدءا من موقع الباخرة وصولا إلى مناطق السياحة والسباحة، والتأكد من أنها طبيعية وآمنة، مؤكدا سلامة الهواء من الغاز بحسب فحوصات ميدانية وبأجهزة عالية الحساسية أجرتها الوزارة بالتوازي مع الجمعية العلمية وسلطة إقليم العقبة.
هذا، وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أهمية اتخاذ الإجراءات الاحترازية والاحتياطات اللازمة لمنع تكرار مثل حادث ميناء العقبة في المستقبل.
وأوضحت وكالة «بترا» أن الملك عبدالله الثاني ترأس اجتماعا في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات للوقوف على آخر التفاصيل المتعلقة بتسرب الغاز الذي وقع بميناء العقبة أمس الاثنين والآثار الناجمة عنه، وحضره من العقبة عبر تقنية الاتصال المرئي ولي العهد الأردني سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
وأعرب الملك عبدالله عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا جراء الحادث الأليم، داعيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويمن على المصابين بالشفاء العاجل، مؤكدا ضرورة تقديم توضيحات شفافة للرأي العام لكل ما حدث من خلال نتائج التحقيق، وتحديد الأخطاء ومحاسبة المقصرين وفق القانون.
بدوره، استعرض ولي عهد الأردن زيارته لموقع الحادث واطمئنانه على الجرحى والمصابين، مشيدا بسرعة استجابة جميع الجهات المعنية، مشيرا إلى أن الأمور بالموقع وفي العقبة أصبحت تحت السيطرة وعادت إلى طبيعتها، وأكد أهمية مواصلة التعاون والتنسيق بين الجهات المعنية، وأن الجميع بانتظار نتائج التحقيق.
وقد بادر قادة العالم إلى مواساة الأردن في ضحايا هذا الحادث، حيث بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز برقية عزاء ومواساة، للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في ضحايا حادث تسرب الغاز في ميناء العقبة.
وقال خادم الحرمين الشريفين في البرقية، التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس «علمنا بنبأ حادث تسرب غاز في ميناء العقبة وما نتج عنه من وفيات وإصابات، وإننا إذ نبعث لكم ولأسر المتوفين ولشعب الأردن أحر التعازي وأصدق المواساة، لنسأل المولى سبحانه وتعالى أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ويحفظكم وشعب المملكة الأردنية الهاشمية من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب».
كما بعث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي برقية عزاء ومواساة مماثلة للعاهل الأردني.
كما تلقى الملك عبدالله الثاني برقيات تعزية ومواساة من كل من: عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان عمان السلطان هيثم بن طارق، ورئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين طه، والأمين العام للرابطة رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ د.محمد بن عبدالكريم العيسى.