بدأت الولايات المتحدة أمس تنفيذ عقوبات ضد موسكو أقرت خلال قمة مجموعة السبع من بينها فرض حظر على واردات الذهب من روسيا وعقوبات جديدة على صناعتها الدفاعية، كما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية.
وأوضحت الخزانة الاميركية في بيان أن «الإجراءات التي اتخذت تستهدف في الصميم قدرات روسيا على تطوير ونشر أسلحة وتقنيات مستخدمة في حرب فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا»، مشيرة إلى اتخاذ عقوبات في حق 70 كيانا روسيا، بينها مجموعة «روستيك» لصناعة الأسلحة.
تزامن ذلك مع تعهد كبرى القوى الصناعية في العالم جعل روسيا تدفع ثمنا باهظا لغزوها أوكرانيا، وفق ما أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، قائلا «يجب ألا يسمح لبوتين بأن ينتصر».
وقال شولتس في مؤتمر صحافي أعقب قمة المجموعة وصدور بيانها الختامي «تقف مجموعة السبع صفا واحدا في دعمها لأوكرانيا».
وأضاف «سنواصل رفع الكلفة السياسية والاقتصادية لهذه الحرب بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين ونظامه».
وأعلنت المجموعة عن عدة إجراءات جديدة للضغط على بوتين من بينها خطة للعمل من أجل تحديد سقف لأسعار النفط الروسي.
واتفقت المجموعة أيضا على فرض حظر على استيراد الذهب الروسي، وهي خطوة ستزيد من تجفيف إيرادات موسكو.
وحشدت الدول السبع الدعم المالي لأوكرانيا وبلغت المساعدات حتى الآن 29.5 مليار دولار.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون «ما اتفق عليه بالأساس... هو منح الأوكرانيين القدرة على الصمود الاستراتيجي التي يحتاجون إليها لإحداث تغيير، لمحاولة تغيير دينامية الوضع. هذا ما يجب أن يحدث».
في غضون ذلك، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتصنيف روسيا «دولة راعية للإرهاب»، وذلك غداة غارة روسية على مركز تسوق وسط أوكرانيا أسفرت بحسب كييف عن مقتل «أكثر من 20 شخصا».
وقال زيلينسكي عبر تطبيق تلغرام «فقط الإرهابيون المجنونون الذين لا يجب أن يكون لهم مكان على الأرض، قادرون على إطلاق الصواريخ ضد أهداف مدنية».
وأضاف «هذه ليست ضربات صاروخية أخطأت هدفها وأصابت رياض أطفال ومدارس ومراكز تسوق ومباني سكنية، إنها ضربات متعمدة للغزاة».
وخلص الرئيس الأوكراني إلى أنه «يجب تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب. يمكن للعالم وبالتالي يجب عليه أن يوقف الإرهاب الروسي».
من جهته، أورد نائب رئيس الإدارة الرئاسية كيريل تيموشينكو في مؤتمر صحافي أن حصيلة الضربة على مركز التسوق في كريمنتشوك بلغت «أكثر من 20 قتيلا» فيما لايزال 40 شخصا في عداد المفقودين.
ولفت وزير الداخلية دنيس موناستيرسكي إلى أنه لا يمكن التعرف على بعض الجثث لأنها محترقة بشدة.
في المقابل، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف، أن العملية العسكرية في أوكرانيا يمكن أن تنتهي خلال يوم إذا ألقت القوات الأوكرانية سلاحها.
وقال بيسكوف في تصريح أوردته قناة «روسيا اليوم» الإخبارية تعليقا على تصريحات الرئيس الأوكراني زيلينسكي، التي أعرب فيها عن أمله في أن تنتهي العملية العسكرية الخاصة قبل حلول الشتاء: «يمكن للجانب الأوكراني أن يوقف كل شيء قبل نهاية اليوم الحالي، فنحن بحاجة إلى أمر لكتائب القوميين بإلقاء أسلحتها، وأمر للجيش الأوكراني بإلقاء أسلحته، وتنفيذ شروط روسيا الاتحادية».
ميدانيا، علق المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، على حادث انفجار مركز التسوق في «كريمنشوك» الأوكرانية، وقال إن المركز لم يكن يعمل.
وأضاف كوناشينكوف في إحاطة صحافية «لقد استهدفنا حظائر طائرات قامت بتخزين الأسلحة المتسلمة من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبية، تمهيدا لشحنها إلى خط المواجهة في دونباس».
وتابع أن الضربة لهذه الحظائر كانت عالية الدقة وأصابت الهدف، ما تسبب في انفجار الذخيرة المخزنة واندلاع حريق في مركز التسوق.
ماكرون: روسيا لا يمكنها الانتصار في أوكرانيا ويجب ألا تنتصر
أ.ف.پ: أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن روسيا «يجب ألا تنتصر» في حربها على أوكرانيا، لكنه رفض وصف روسيا بأنها «دولة راعية للإرهاب» بعد الضربة الروسية على مركز تجاري.
واعلن، خلال مؤتمر صحافي في ختام قمة قادة مجموعة السبع في ألمانيا، انه «لا يمكن ويجب ألا تنتصر روسيا، وبالتالي فإن دعمنا لأوكرانيا وعقوباتنا ضد روسيا ستستمر طالما استلزم الأمر وبالشدة اللازمة خلال الأسابيع والأشهر المقبلة».
وأضاف أن الضربة الصاروخية الروسية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصا الاثنين في مركز تجاري في كريمنتشوك «دليل مرة جديدة على أن الجيش الروسي قرر استخدام الصدمة كعنصر في النزاع ومهاجمة المدنيين».
وقال الرئيس الفرنسي إنه لا يؤيد «توصيف» روسيا دولة ممولة للإرهاب مبينا ان «توصيف (الوقائع) يعود للقاضي.
نحن ندين جرائم الحرب هذه » مذكرا بأن فرنسا أرسلت محققين إلى أوكرانيا للمساعدة في الكشف عن الجرائم التي ارتكبها الجيش الروسي.
وأوضح «سنواصل العمل لإدانة أولئك الذين يجب إدانتهم من قبل العدالة الدولية والقضاء الأوكراني».