تجددت المظاهرات في العاصمة الليبية طرابلس للاحتجاج على تدهور الظروف المعيشية ولا سيما انقطاع التيار الكهربائي المزمن الذي يستمر ساعات طويلة يوميا.
وخرجت مسيرات متفرقة في عدة أحياء بالعاصمة، وأحرق شبان معظمهم ملثمون إطارات السيارات وأغلقوا عدة طرق، منها الطريق الدائري بالعاصمة والطريق الساحلي الذي يربط طرابلس بضواحيها الغربية. ولم تنتشر القوات الأمنية في المكان.
وخرجت كذلك مسيرات في بلدتي بني وليد ومصراتة غربي البلاد، بحسب صور بثتها وسائل إعلام محلية.
واحتج المتظاهرون على انقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر لساعات طويلة يوميا وسط موجة من الحر الشديد، وعلى إهمال النخب السياسية التي طالبوا برحيلها.
ويتفاقم الانقسام في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين، الأولى في طرابلس وجاءت وفق اتفاق سياسي قبل عام ونصف العام برئاسة عبدالحميد الدبيبة الرافض تسليم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة، والثانية برئاسة فتحي باشاغا عينها البرلمان في فبراير الماضي ومنحها الثقة في مارس، وتتخذ من سرت مقرا موقتا لها، بعد منعها من دخول طرابلس رغم محاولتها ذلك.
في هذه الأثناء، قالت بعثة معينة من قبل الأمم المتحدة إلى ليبيا إن هناك «ما يمكن أن يكون مقابر جماعية» لم يتم التحقيق فيها بعد، ويمكن أن تكون مائة مقبرة، في مدينة ترهونة التي تم العثور فيها بالفعل على مئات الجثث.
وحثت البعثة طرابلس على مواصلة البحث عن المقابر.
ويتضمن تقرير البعثة، الذي سيحال إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تفاصيل قيام ميليشيا كان يديرها سبعة إخوة بإعدام وسجن مئات الأشخاص بين 2016 و2020 واحتجازهم أحيانا في أبنية ضيقة تشبه الأفران وتسمى «الصناديق» وأضرمت فيها النار خلال عمليات الاستجواب.
وتمثل الأدلة التي جمعتها البعثة المستقلة لتقصي الحقائق على أعمال الخطف والقتل والتعذيب في ترهونة، واحدا من الأمثلة الصارخة لانتهاكات حقوق الإنسان خلال الفترة المضطربة التي تلت الإطاحة بالقذافي.
وجاء في التقرير المكون من 51 صفحة أن من بين الضحايا معاقين ونساء وأطفالا أيضا.
وتوصلت البعثة التي اعتمدت على شهادات سكان وزيارتين للموقع، إلى «أسس معقولة» تفيد بأن ميليشيا «الكانيات» ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وحددت البعثة أربعة من قادة هذه الجماعة شاركوا مباشرة في ارتكاب الجرائم.
واستخدمت البعثة صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية تبين معالم تقلبات في التربة ضمن أدلة أخرى لتحديد ثلاثة مواقع دفن جديدة مرجحة.
وأضافت أنه من الممكن أن تكون هناك مواقع أخرى كثيرة، مشيرة إلى مقبرة قائمة تعرف باسم «مكب النفايات» حيث تم فحص مجرد جزء صغير من الموقع.
وجاء في التقرير الاممي أنه «طبقا لمعلومات مطلعين، ربما ما زال هناك ما يصل إلى مائة مقبرة جماعية لم يتم الكشف عنها بعد».