بيروت ـ عامر زين الدين
شدد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ د.سامي ابي المنى على احترام المهل الدستورية القادمة والتوجه بروح تشاركية إيجابية لإتمامها، لأن لبنان يستحق الخلاص وإنقاذه من الوضع السيئ الراهن، مشددا على ضرورة الإسراع بعقد قمة روحية يصدر عنها الكلام الطيب المطلوب ونشر المناخات الإيجابية، معتبرا ان معالجة قضايا المواطنين رسالة أخلاقية وروحية أيضا.
وقال أبي المنى، خلال استقباله وفد مجلس نقابة المحررين الصحافيين في دار الطائفة ـ بيروت برئاسة النقيب جوزيف قصيفي: نتمنى ان يصب سعي الاعلام دائما في مصلحة الانسان والاوطان من خلال الكلمة الطيبة الداعية الى السلام وتعزيز الرجاء والامل في زمن اليأس والصعوبات والتحديات الكبيرة، يجب ألا ندع اليأس يسيطر.
لنا أمل بالسياسيين ولكنه مشوب بالقلق، قلق على وضع الناس من التجاذبات التي تحصل في هذا البلد القائم أساسا على التنوع.
لبنان قائم على الصيغة الفريدة من نوعها في العيش معا بالتكامل والتشارك لا بالانقسام الطائفي، وهذا يفرض الابتعاد عن لغة التحدي الطائفي والمذهبي كما يحصل للأسف في بعض الأحيان.
نعيش التنوع في الوحدة، فتنوعنا لا يضير وانما ما يضر هو التربية على التعصب فيصبح التعدد مدعاة كراهية وانعزال عن بعضنا، لكن الحاجة لأن نكون أقوياء ببعضنا البعض.
وتابع: اننا نعيش في وطن ميزانه كميزان الذهب للمحافظة عليه فيحافظ واحد على شريكه وليس بأن يكون الهدف المحافظة على أنفسنا فقط، فالشريك في الوطن يجب الحفاظ عليه لكي نحفظ وطننا، ولنا أمل يعززه الرجاء بالقيادات الروحية من خلال نشر المناخ الإيجابي وتكريس وتعزيز روح التلاقي التي ذكرتها الأديان والكتب السماوية، رحمة ومحبة واخوة وهذا دورنا، وليس برفع منسوب التحدي والمواجهة.
فنحن نؤدي رسالة ونحملها بمسؤولية أخلاقية وروحية، المسؤولية على السياسيين تقابلها مسؤوليتان علينا أخلاقية وروحية بنشر هذا المناخ الإيجابي.
وشدد على «أهمية اللقاءات الروحية التي يجب ان تتوج بقمة روحية، وإذا كانت الظروف غير متوافرة راهنا للقمة فان هذه اللقاءات يجب ان تكون موجودة، واننا نسعى ونحاول جهدنا بعقد قمة روحية يصدر عنها الكلام الطيب المطلوب ونشر تلك المناخات الإيجابية، هناك تجاوب من الجميع أصحاب الغبطة والسماحة وانما الظروف الضاغطة اقتصاديا ومعيشيا والانهيارات الحاصلة تؤخر المساعي وتجعلنا ننصرف الى الأمور والمشاغل اليومية التي تشغل بالنا، وانني من الداعين للإسراع بعقد مثل هذه القمة كما اللقاءات الروحية التي يجب ألا تتوقف، علما ان التعاطي مع الواقع المعيشي اليوم رسالة روحية واخلاقية أيضا اذا دفعنا باتجاه معالجة الاوضاع الاقتصادية حيث هي الأولى بالاهتمام».
وتطرق الشيخ أبي المنى الى الاستحقاقات القادمة، قائلا «يجب ان نسعى جميعا الى احترام المهل الدستورية والتوجه بروح تشاركية إيجابية لإتمام هذه الاستحقاقات، لأن لبنان يستحق الخلاص وانقاذه من الوضع السيئ، فأبناء الوطن في الاغتراب باتوا بحالة يأس من العودة الى وطنهم، فتعزيز الامل تجاههم ضروري من خلال مبادرات داخلية بالتعاون مع أصدقاء لبنان في الخارج لأن بلدنا لا يستطيع ان يقوم وحده ويحتاج الى الاحتضان والدعم، فالولاء للوطن يحتم علينا تعزيز الامل على حساب اليأس».