ولأن فرحة تخرّج أبنائنا الطلبة لا تضاهيها فرحة، كونها تعتبر الفرحة الموعودة بالنسبة لنا، والتي سهرنا لأجلها ليالي طوالا، لنحصد ثمار تعب أبنائنا لنبتهج ونفتخر بهم ونسعد بحفل تخرجهم.
ذلك الحفل والذي غالبا ما يتميز بالحضور المميز المحترم، ممزوج بجو من العفوية والتلقائية والفرح والمرح والتصفيق من غير تكلف أو تصنع، وهذا شيء طبيعي يعبر عن شدة سعادتهم وعمق فرحتهم بعد سنين طوال من الجهد والاجتهاد، ذلك وبالأخص بعدما تم حجبها بسبب تفشي وباء كورونا، لذلك لن ينتاب طلابنا فرح واحد فقط بل فرحتان.
لنفاجأ للأسف بهجوم لاذع بعد كل حفل تخرج على أبنائنا الخريجين من فئة مشاهير السفاهة والوقاحة، أولئك من لا خير فيهم، التافهون، السطحيون، الناقصون والمبتذلون، المتعطشون للشهرة الزائفة والذين دائما ما تجدهم يبحثون عن أي محتوى ليهرجون ويمرجون به على غير معنى، وكأنهم أفهم الفاهمين، ويقومون باستظراف دمهم على حساب مشاعر الآخرين!
أولئك الذين صنفوا انفسهم بأنهم من الناصحين المصلحين، المؤثرين اجتماعيا، المحاربين للظواهر السلبية والمنزهين، وما هم أمانة إلا أشباه المحترمين، أصحاب الألف وجه، وأشباه مثقفين، أصحاب حملة الشهادات بلا معلومات، الغارقون بالمعميات، الذين أتوا إلينا بكل غث وغثيث، الرويبضة، التافهون، والذين يتكلمون في أمر العامة، ويتدخلون في شؤون غيرهم بالصغيرة قبل الكبيرة!
وذلك فقط لتزداد مشاهداتهم ويزداد في المقابل عدد متابعيهم، لذلك عادة ما تجدههم يقومون بتهويل الأمور وتضخيمها وتعظيمها، ويستخفون دمهم ويتغصبون النكات من خلال مقاطعهم والتي إن دلت على شيء، فهي تدل على الهوة السحيقة، ويتحدثون عنها وكأنها من ارذل الرذائل، وبطريقة رخيصة جدا وساخرة، والتي إن دلت على شيء أيضا فهي تدل على رخص ودناءة مستواهم، ذلك بهدف إضحاك الناس على غيرهم من الأشخاص دون أدنى احترام.
فكم تمادوا من خلال نقدهم المؤلم الجارح، على أبنائنا الخريجين بهدف النصح! وأي نصح هذا والذي لا يزيد المنقود إلا عنادا، وهل نصحكم هذا هو من سمح لكم بالتهكم والتحقير والسخرية والتهزيء عليهم؟!
فلقد كان نقدكم واضحا يا سادة بأنه ليس ذا فائدة، لكنه كان بهدف الـ show والشهرة والضحك عليهم والتجريح بهم، ولم تكتفوا بهذا فقط بل قمتم حتى بالتطاول على أهاليهم الذين كانت فرحتهم لا توصف بأبنائهم واتهمتموهم بعدم حسن تربيتهم لأبنائهم! وكيف سمحتم لأنفسكم لتعمموا على الجميع بتلك الطريقة القاسية وتشككوا حتى بأخلاقهم! وما انتم سوى حفنة من الطائشين الممسوخين سيطر بكم «الدينار» ! وهل أصبحت فرحة التخرج الآن مع تلك التصرفات العفوية التي تصاحبها مقياسا لكل ما قلتموه؟
ومن أنتم أساسا وما موقعكم من الإعراب لتعلموهم وتعلموا أهاليهم الأدب والاحترام؟ فهل تعتقدون بقرارة أنفسكم أننا ننتظر أو نتعلم الأدب والاحترام منكم ومن شخصياتكم الناقصة، المتناقضة؟ أو سنجعل منكم قدوة لأبنائنا؟
فما كان نقدكم سوى من أجل البحث عن العيوب والنواقص والتطاول والاستحقار، وإنها لدناءة بأن تتطاول وتستخف حتى على هيئة الطلبة الخريجين وأشكالهم وحتى على أبرز تقاسيم أجسامهم دون حياء!، فهل كان تنمركم هذا ايضا ينطبق من ضمن لائحة النصح بالنسبة لكم ومن ضمن محاربتكم للظواهر السلبية ايضا؟
ام انتهت مواضيعكم الآن؟ يا سفهاء الأحلام!
وهل نسيتم أنفسكم وعلى من كنتم تستذبحون بالدفاع عنهم ان أخطأوا أو زلوا وظهروا لنا بصورة مخزية وتحامون عنهم وهم أرذل الأرذلون؟!
فقبل ان تنتقدوا غيركم ابدأوا بالعمل وغيروا واقعكم السحيق الغابر، فما انتم سوى أضحوكة لمجتمعنا هذا، لما كان طرحكم بهذا الانحطاط اللفظي المسيء!