استهل الرئيس الأميركي جو بايدن جولته الأولى الى الشرق الأوسط أمس من إسرائيل، فيما ينتظر أن يتوج زيارته بالمشاركة في قمة «مجلس التعاون الخليجي زائد ثلاثة» في جدة، كما سيجري بايدن مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة المحتلة.
وتكتسب زيارة بايدن للمملكة العربية السعودية ضمن جولته الاقليمية أهميتها كونها تأتي في ظرف دولي غاية في التعقيد بوجود ملفات لأزمات مازالت مفتوحة وقابلة للتطور من الحرب الروسية - الأوكرانية وأزمة الطاقة مرورا بأزمة الغذاء العالمية، ووباء «كورونا» الذي مازال موجودا والأزمات السابقة التي لم يتم إيجاد حلول نهائية لها كالقضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني وملف الإرهاب.
ووفقا لصحيفة «الرياض» السعودية فإن «قمم جدة» لن تكون عادية بكل المقاييس، فالدول العربية لديها قضاياها والولايات المتحدة لها ملفاتها، والوصول إلى نقاط التقاء ليس بالمستحيل ولكنه لن يكون سهلا.
ولدى وصوله اسرائيل، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بأن تعزز واشنطن وإسرائيل «علاقتهما على نحو أكبر»، في إشارة إلى شراكة تتعلق «بأنظمة الدفاع الأكثر تطورا».
وكان في استقبال بايدن في مطار بن غوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد والرئيس اسحق هرتسوغ ونائب رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
وقال لابيد في حفل الترحيب ببايدن «أنت أحد أفضل الأصدقاء الذين عرفتهم إسرائيل على الإطلاق».
وأضاف: «إننا سنناقش بناء هيكل أمني واقتصادي جديد مع دول الشرق الأوسط بعد اتفاقات أبراهام»، موضحا أنه سيناقش مع الرئيس الأميركي «ضرورة إعادة تشكيل حلف عالمي قوي يوقف البرنامج النووي الإيراني».
من جانبه، قال الرئيس الأميركي بايدن «كرئيس للولايات المتحدة الأميركية يمكنني القول إن علاقتنا مع إسرائيل أعمق وأقوى من أي وقت مضى».
وأضاف «سنخلق مزيدا من الاستقرار، هذا أمر بالغ الأهمية لجميع شعوب المنطقة ولهذا السبب يجب أن نناقش التزامي العميق والمستمر بحل الدولتين أيضا».
وفي ختام مراسم الاستقبال، تفقد الرئيس الاميركي بطاريات الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، بما فيها:«سهم 4» و«سهم 3» و«مقلاع داود» و«القبة الحديدية» ومنظمة الليزر الجديدة «درع النور»، التي نصبت في مطار بن غوريون.
وفي أعقاب ذلك، زار بايدن ياد فاشيم، النصب التذكاري الإسرائيلي في القدس المحتلة.
وأعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل عن شراكة تكنولوجية متطورة جديدة. وقال بيان مشترك لبايدن ولابيد «سيبدأ حوار استراتيجي رفيع المستوى بشأن التكنولوجيا بين مستشاري الأمن الوطني في البلدين سيتركز على التكنولوجيات الاستراتيجية في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكم والحلول للتحديات العالمية مثل تغير المناخ وتحسين الجاهزية لمواجهة الأوبئة».
في هذه الاثناء، اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الاقليمية لن تحقق «الأمن» لإسرائيل. وقال «اذا كانت زيارات المسؤولين الأميركيين الى دول المنطقة تهدف الى تعزيز موقع النظام الصهيوني (...) هذه الجهود لن تحقق الأمن للصهاينة بأي طريقة كانت»، وذلك في تصريحات نشرها الموقع الالكتروني للرئاسة.
وحذر رئيسي من أن طهران تتابع «كل التطورات» في المنطقة، مضيفا «لقد كررنا إبلاغ أولئك الذين ينقلون رسائل من الأميركيين بأن أي خطوة تستهدف وحدة أراضي إيران، سيتم الرد عليها بشكل حازم».
وسيلتقي بايدن ولابيد مجددا اليوم، كما سيعقد الرئيس الاميركي لقاء وجيزا مع صديقه القديم زعيم المعارضة الحالي بنيامين نتنياهو.
وبعد محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة المحتلة، يتوجه بايدن إلى السعودية لحضور قمة تضم دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق.
هذا، ولن تكون هناك أي محاولة لاستئناف عملية السلام المتوقفة منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين، حسبما قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لكنه استدرك بأن بايدن سيعيد تأكيد التزامه بما يطلق عليه «حل الدولتين». وأضاف سوليفان للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية امس أن واشنطن تريد فتح قنصلية من أجل الفلسطينيين في القدس، في إشارة إلى بعثة أغلقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. وقال «بالطبع يتطلب ذلك التعامل مع الحكومة الإسرائيلية. ويتطلب التعامل مع القيادة الفلسطينية كذلك. وسنستمر في القيام بذلك خلال الرحلة».
وأضاف: «الرئيس بايدن يدرك التحديات التي كانت قائمة لسنوات عديدة فيما يتعلق بدفع عملية السلام إلى الأمام.
وقد شجعته الخطوات الأخيرة، بما في ذلك المكالمة الهاتفية بين رئيس الوزراء لابيد والرئيس الفلسطيني محمود عباس».
وتابع سوليفان «هذه خطوات يود بايدن أن يشجع كلا الجانبين على البناء عليها، لكنه لن يقدم مقترحات رسمية لبعض مبادرات السلام الجديدة. ما سيفعله هو محاولة تشجيع كلا الجانبين على إيجاد مسار حيث يقتربان خطوة بخطوة نحو رؤية تصلح للإسرائيليين والفلسطينيين وللمنطقة ككل».
وقال ان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحدث مع أسرة الصحافية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأميركية شيرين أبوعاقلة التي قتلت في مايو الماضي ودعا الاسرة إلى اجتماع.
ولكن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي قال في وقت لاحق إن سوليفان أخطأ حين قال للصحافيين إن الولايات المتحدة تريد إقامة قنصلية للفلسطينيين بالقدس الشرقية.
وأوضح كيربي أنه لا تغيير في السياسة الأميركية بشأن القنصلية.
وتعليقا على ذلك، قال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن «هناك ضجة كبيرة حول لا شيء». ولفت جبريل الرجوب القيادي الفلسطيني في حركة «فتح» بالقول «نسمع فقط كلمات جوفاء ولا نتائج»، فيما اكدت حركة «حماس» انها تتابع زيارة الرئيس الأميركي «ببالغ الخطورة» كونها تمثل «تجسيدا عمليا للدعم الأميركي المطلق للاحتلال والانحياز الفاضح له».