هذه الشجرة الخبيثة دخلت الكويت بطريقة قانونية عن طريق هيئة الزراعة ولا تزال موجوده حتى الآن ووجودها في الكويت يعتبر كارثة بسبب الدمار الذي كانت ولا تزال تخلفه في البيئة الكويتية.
وبالمقابل نجد من يطبل لهذه الشجرة ويدعم وجودها في الكويت، حيث نجد أن بعض الجهات الحكومية تدافع عنها ومتمسكة بها ويبدو أن هناك أشخاصا لهم مصلحة شخصية كبيرة في بقاء هذه الشجرة الخبيثة في الكويت.
وبعد نجاحهم في بقائها في الكويت كثرت زراعتها بشكل كبير جدا في جميع أنحاء البلاد وهي شجرة دخيله ومهجنة علميا وغير معروفة النسب ولا تنتمي للبيئة الصحراوية في الجزيرة العربية ولا تأكلها البهائم بكافة فصائلها، لا تأكلها حتى وإن اضطرت لأكل الحنظل بدلا عنها لأنها غير مستساغة حتى للحيوان ربما لأنها دخيلة على بيئتنا.
وهناك الكثير من المحاولات للمواطنين بتنظيف البلد من هذه الشجرة لكن دون جدوى، وقد استطاع فريق عمل تطوعي في أحد مناطق جنوب السرة تصفية هذه الشجرة من منطقتهم والقضاء عليها واستبدالها بشجرة السدر الطيبة.
أما باقي المناطق فإنها لا تزال تئن من أذى هذه الشجرة وخصوصا بعد أن تسببت من خلال بذور لقاحها وفضلاتها التي لا تنتهي في خلق تلوث بيئي ونفسي وصحي واضح، فأصبح مع تأخر المعالجة الرسمية واقعا ملموسا ولا ينكره أحد في الشارع الكويتي.
وهذه الشجرة الخبيثة مشهورة بإتلاف البنية التحتية لبيوت الأسر الكويتية وفقا لقانون التمدد الأفقي لجذورها والتي في بعض الأحيان لها القدرة وعلى المدى البعيد على اختراق الخرسانة وتدمير مجارير الصرف الصحي كما تلعب جذورها دورا مهما في تدمير الطرق المسفلتة القريبة منها في بعض المناطق.
وقد ساهمت الخبيثة وبشكل ممنهج في زيادة أعداد المصابين بأمراض الجهاز التنفسي مسببة ضيقا في الصدر لكثرة إعدادها في شوارع الكويت كما أنها تعتبر عدوا شرسا لمن ينافسها في مكانها من النباتات الأخرى فتقوم بالقضاء عليها ثم تستفرد بالمكان لوحدها ولا يجد منها المواطن أي فائدة سوى الأمراض المزمنة وصحيح أنها خضراء وذات شكل جميل لكنها خبيثة ولا فائدة منها.
وكانت لي تجربة شخصية مع هذه الشجرة الخبيثة بعد أن بعت بيتي الأول واشتريت بيتا آخر في إحدى مناطق الكويت وبعد أن انتقلت إليه وجدته محاطا بهذه الشجرة ودخلت في معاناة طويلة معها ماديا ومعنويا ولم أترك وسيلة للقضاء عليها، ولكنني لم أنجح في القضاء عليها فاستخدمت الحرق وسكبت البنزين عليها والديزل والكاز ولكن دون جدوى وكل مرة تعاود النمو مجددا وبعد تفكير عميق وصلت إلى تجربة الكلور «مبيض الملابس» فبعد أن اشتريته من الجمعية وسكبته على هذه الشجرة الخبيثة كانت النتيجة مدهشة إذ ماتت هذه الشجرة وكان ذلك قبل 5 سنوات وبقيت جذوعها كأخشاب قائمة لا حياة فيها.
وبما أن الكلور من فصيلة المنظفات الكيميائية فإن من البديهي أن يكون هناك فكر إداري مواز لسلوك كيمياء الكلور مع هذه الشجرة الخبيثة والتي يجب ويتمثل هذا الفكر بإصدار قرار إزالتها من قبل أعلى السلطات لأن الأمر القادم من الأعلى لن يقف أحد بوجهه إلا الله.
وأخيرا أيها السادة، أنتم بالتأكيد عرفتم هذه الشجرة الخبيثة، إنها شجرة الكونوكاربس.