ما أروع أن يكون للإنسان هدف يسعى إليه، وما أجمل أن تكون هناك مبادرات نبيلة وأعمال خيرية الهدف منها مرضاة الله تعالى والشعور بالراحة والطمأنينة والسعادة المستمدة من سعادة الآخرين وفرحهم.
قال تعالى في كتابه العزيز في سورة المؤمنون: (أولئك يسارعون في الخيرات)، وفي سورة البقرة (وما تفعلوا من خير يعلمه الله)، و(ما تنفقوا من خير يوفّ إليكم).
نعم من أسس الإيمان عمل الخير والعطاء في سبيل الله ومساعدة المحتاجين من الأسر المتعففة وتفريج الكربات ومساندة الضعاف، وهذا ما تعمل عليه «مبرة مطير الخيرية» التي انطلقت لتكون مفتاح خير وبابا مفتوحا أمام المحتاجين فتجبر قلوب الضعاف وتحفظ ماء وجه الذين «يحسبهم الناس أغنياء من التعفف» سواء من أبناء القبيلة أو غيرهم، كذلك تشكل مكان ثقة للمتبرعين من المحسنين والمحسنات الذين يسعون لفعل الخير من خلال أداء زكاة مالهم وكذلك صدقاتهم طمعا في رضى الله والبركة في المال والولد والصحة، وأيضا لإدخال السعادة والسرور إلى قلوب الجميع وضمان الحياة الكريمة للآخرين من المسلمين، حيث يوصينا ديننا الحنيف بالتواصل والتعاون والبذل والعطاء، فكم من مريض أو مريضة بحاجة إلى علاج أو غارم وغارمة لا يستطيعون سداد ديونهم بحاجة إلى مساعدة لفك كربتهم أو عاجز عن دفع إيجار سكن يؤويه وعائلته، أو تعليم ابن متفوق دراسيا، أو إطعام مسكين أوكفالة يتيم أو سقيا الماء وغيرها الكثير من أوجه الخير التي علينا أن نتنافس جميعا في البحث عنها احتسابا لأجر الآخرة.
ونتمنى من القائمين على مبرة مطير من إداريين ومشرفين وعاملين على اختلاف مواقعهم أن تكون مبرتنا مثالا في الالتزام والتعاون مع الجهات المعنية خصوصا وزارة الشؤون الاجتماعية وكل من له علاقة بالعمل الخيري وأن تتعاون مع بقية الجمعيات والهيئات الهادفة لإيصال المساعدات إلى مستحقيها، وأن تكون هناك متابعة دقيقة لجميع أعمال المبرة حفاظا على الأمانة والثقة التي وضعها الإخوة المتبرعون فيهم احتسابا للأجر والثواب، ففعل الخير دوما ينعكس على المجتمع بآثاره الإيجابية بدءا من المقربين الأقرب فالأقرب حتى يعم المجتمع كله، وعلينا أن نحث على فعل الخير لفوائده الكثيرة في الدنيا وجزائه الكبير في الآخرة، واقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وعملا بقوله: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا».
الكويت بلد الخير وأهلها أهل عطاء وخير، وخيركم لأهلكم والأقربون أولى بالمعروف. ..ونسأل الله تعالى لمبرة مطير ولجميع المبرات والجمعيات الخيرية في الكويت التوفيق في أعمالهم لما يحبه الله ورسوله، وأن تكون رسالتهم الإنسانية والخيرية ذات أهداف سامية وغايات كريمة.