أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، أنه مستعد للاستمرار في منصبه شرط أن تجتمع أحزاب ائتلافه الحكومي حول «ميثاق ثقة» بعدما باتت الحكومة مهددة جراء انسحاب حركة «خمس نجوم» الأسبوع الماضي.
وقال دراغي في خطابه أمام مجلس الشيوخ أمس، إن: «الحل الوحيد، إذا كنا لانزال نريد البقاء معا، يكمن في إعادة بناء هذا ميثاق الثقة من أساساته، بشجاعة وتفان ومصداقية»، مضيفا: «هذا ما يطالب به الإيطاليون».
وكان خطاب دراغي مرتقبا بشدة، وسط تخوف من أن يصر على استقالته، لكنه أشار إلى أنه سيبقى في المنصب شرط توحيد صفوف ائتلافه بما يتيح تجنب انتخابات مبكرة.
وكان دراغي قد تولى رئاسة حكومة «وحدة وطنية» في مطلع العام 2021 مهمتها التصدي لجائحة كورونا والأزمة الاقتصادية التي نجمت عنها، لكنه قدم في 14 الجاري استقالته لرئيس الجمهورية سيرغو ماتاريلا الذي سارع لرفضها.
واعتبر أن حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها وتضم أطيافا تراوح من اليسار وصولا إلى اليمين المتطرف، لم تعد شرعية بعد مقاطعة حركة خمس نجوم التي تشهد خلافات في صفوفها وتدهورا في شعبيتها، في اليوم نفسه تصويتا على الثقة في مجلس الشيوخ.
من جهة أخرى، أبدى دراغي انفتاحا على حركة «خمس نجوم» التي تدافع بشراسة عن مدخول الحد الأدنى المعمم الذي يريد اليمين إلغاءه، معتبرا أنه «مهم للحد من الفقر» و«يمكن تحسينه».
كذلك تطرق إلى تدبير آخر تعتبره الحركة أساسيا وهو الحد الأدنى للأجور، قائلا: «علينا المضي قدما في هذا الاتجاه».
وشدد دراغي على أن «إيطاليا قوية بوحدتها»، مضيفا أن التحديات المحلية من إنعاش اقتصادي ومكافحة التضخم وإيجاد وظائف، والخارجية من تحقيق الاستقلالية على صعيد الطاقة والحرب في أوكرانيا، التي يواجهها الاتحاد الأوروبي وإيطاليا، «تتطلب حكومة تكون حقا قوية ومتضامنة وبرلمانا يواكبها عن قناعة».