بيروت ـ خلدون قواص
أكد الرئيس فؤاد السنيورة انه لا يمكن ان يحصل لبنان على ثقة الأشقاء العرب وعلى ثقة العالم بنا إذا لم نعد الاعتبار للدولة ولصدقيتها ولقرارها الحر مع احترامنا للمرجعيتين العربية والدولية.
وقال السنيورة، بعد لقائه مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان: يجب ان يكون هناك فهم للمرحلة التي نخوضها الآن، فهم للمتغيرات الجارية في العالم والمتغيرات الجارية في لبنان وحالة الانهيار التي أصبحنا عليها على الصعد الاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية، كل هذه التحديات تتطلب منا فهما وممارسة مسؤولة حتى نستطيع أن نخرج من هذا المأزق.
وأضاف: ان من واجب رئيس الجمهورية شخصيا أن يحول دون ذلك وان يوقف المهزلة التي تمارسها هذه القاضية باسم القضاء، والقضاء منها براء، هذا الأمر لا يجوز أن يستمر، هذا فيه إذلال للقضاء وللبنانيين هذا الأمر لا يجوز أن يستمر بهذا الحال.
ودعا إلى تحييد القضاء وإبعاده عن الانغماس في الخلافات السياسية وبالتالي هذه الممارسات التي نراها ليس لها علاقة لا بالقضاء ولا بالعدل.
وتابع: ان من أحد الأمور التي تنازلنا عنها وانحرفنا في ممارساتها التي أصبحت سمة هذا العهد في السنوات الأخيرة هو استعمال القضاء كمخلب من اجل الانتقام من الخصوم السياسيين، القضاء يفترض به ان يكون نزيها وبعيدا عن الانغماس في الخلافات السياسية ومحيدا عن ما يسمى اللعب بالقضاء.
لا أقول هذا فقط عن القضاء، ان الإصلاحات الواجب ان نقوم بها لا تقتصر فقط على ممارسة حقيقة لاستقلالية القضاء وإبعاده عن الانغماس في الخلافات السياسية بل يجب ان نبعد الإدارة اللبنانية عن الانغماس في الخلافات السياسية.
وختم: رئيس الجمهورية في لبنان ينبغي ألا يكون كما درجنا عليه بالتفكير في الماضي «القوي في طائفته»، بل رئيس الجمهورية القوي لدى جميع اللبنانيين لكي يستطيع ان يقوم بدوره الحقيقي لأنه رمز وحدة الوطن كما يقول الدستور، وبالتالي يقتضي ان يكون هذا الرئيس قادرا على أن يلعب هذا الدور الوطني الكبير، وألا يصار إلى تقزيمه من خلال بدع وممارسات تؤدي بالنهاية إلى أن يفشل في أن يقوم بدوره الوطني الكبير الذي نتوقعه في ظل هذه الممارسات التي شهدناها.
كذلك عرض المفتي دريان مع عضوي كتلة «تجدد» النائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي في دار الفتوى الأوضاع العامة في البلاد.
واكد النائب مخزومي على ضرورة تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن، لاسيما أن الاستحقاقات المقبلة خصوصا في ما يتعلق بصندوق النقد الدولي والملفات الملحة كالموازنة ورفع السرية المصرفية، وشدد على أن هذه المشاريع حتى لو تم إقرارها في مجلس النواب لا يمكن أن تمر من دون حكومة تضع المراسيم التطبيقية للمشاريع. وقال نشد على يد رئيس الحكومة المكلف وندعوه للإسراع في تشكيل حكومة.
وقال النائب ريفي: الانتخابات النيابية هي مقدمة أولى للتغيير، والانتخابات الرئاسية هي مقدمة ثانية لتغيير أكبر إن شاء الله. ويجب أن نؤدي دورنا كي لا تتكرر التجربة التي أدت للأسف إلى انهيار البلد في كل قطاعاته، سواء كان القطاع المصرفي أو الخدماتي أو الاستشفائي أو التعليمي.