علمتنا الهجرة النبوية الشريفة كيف نربي شبابنا على التضحية والفداء وعلى اقتحام المخاطر في سبيل الحق، فهذا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله وربيبه وتلميذه كرم الله وجهه، يعرض نفسه للهلاك فيبيت ليلة الهجرة على فراش النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم انه عرضة للموت في أي لحظة.
فكان دور الشباب في نصرة الحق دورا ملموسا سيذكره التاريخ إلى يوم القيامة.
ويأتي دور عبدالله بن أبي بكر بن أبي قحافة المتمثل في إمداد النبي صلى الله عليه وسلم بالمعلومات التي يحصل عليها من سادة قريش، ثم يأتي دور أسماء بنت أبي بكر في اخفاء أثر أقدام الرسول صلى الله عليه وسلم وأبيها أبي بكر وإمدادهما بالماء والطعام، وكان عامر بن فهيرة الذي أسلم قبل ان يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الارقم أسلم وهو مملوك فاشتراه أبو بكر فاعتقه ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر إلى الغار بثور مهاجرين أمره أبو بكر ان يروح بغنم أبي بكر عليهما وكان يرعاها، فكان عامر يرعى في رعيان أهل مكة فإذا أمسى أراح عليهما غنم أبي بكر فاحتلباها وإذا غدا عبدالله بن أبي بكر من عندهما اتبع عامر بن فهيرة اثره بالغنم حتى يعفى عليه فلما سار النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من الغار هاجر معهما فأردفه أبو بكر خلفه فعامر كان ضمن ركب الهجرة كما ذكر ذلك صاحب كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة. فكان دور عبدالله وعامر بن فهيرة ما يثبت أثر الشباب في نجاح الدعوات.