تحتفـل المملكـة المغربيــة السبــت 30 يوليو 2022 بالذكرى الثالثة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين، وهي ذكرى مجيدة نستذكر فيها بمشاعر الفخر والاعتزاز التلاحم القوي والروابط المتينة والعرى الوثيقة التي يجسدها عقد البيعة المباركة الذي يتجدد كل سنة بين الشعب المغربي بقائده المفدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سليل الدوحة العلوية الشريفة.
كما أنها محطة سنوية بارزة للوقوف على ما تم تحقيقه من منجزات في مختلف المجالات، من خلال الرؤية المتنورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يحرص على اتخاذ الخيارات السديدة لفائدة أبنائه المغاربة، من أجل الرقي بالمسار الديموقراطي وتعزيز المكتسبات في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومواصلة الإصلاحات الهيكلية وفتح المزيد من الأوراش الكبرى بما يعود بالخير والنفع العميم على الشعب المغربي، ويستجيب لتطلعاته لتحقيق ما يصبو إليه من أمن واستقرار وتنمية شاملة.
فعلى المستوى الداخلي، تم تحقيق العديد من المنجزات في مجالات تعزيز البناء الديموقراطي والنهوض بالاقتصاد الوطني وبالتنمية الاجتماعية، حيث تمت مواصلة تعزيز المسار الديموقراطي من خلال إجراء الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية، في يوم واحد بتاريخ 8 سبتمبر 2021، كما تم إطلاق أوراش تنموية جديدة، من أهمها مشروع الميثاق الجديد للاستثمار، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتاريخ 16 فبراير 2022، والذي يندرج في إطار روح وطموح النموذج التنموي الجديد، كذلك هناك الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم (2015-2030م).
أما فيما يخص الشق الخارجي، فوجب التأكيد بشكل خاص على التطورات الإيجابية التي عرفتها قضية الوحدة الترابية للمملكة، والدعم المتواصل للمشروع المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية من طرف عدد متزايد من الدول من كل القارات، ما يؤكد جدية ومصداقية المقترح المغربي كحل دائم لهذا النزاع المفتعل.
وفي هذا الصدد، ونحن في أرض الكويت العزيزة على قلوبنا، لابد من تجديد التنويه والإشادة بالموقف الثابت والراسخ للكويت الشقيقة بخصوص دعم الوحدة الترابية للمغرب، وهو الموقف النبيل الذي ما فتئت تجدد التأكيد عليه في جميع المناسبات وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية، هذا الموقف المشرف الذي يعتز به المغرب أيما اعتزاز، نابع من عمق العلاقات الاستثنائية التي تربط قيادتي البلدين منذ ستينيات القرن الماضي، والتي تواصلت وتعززت على مر العقود وما زالت تواصل مسيرة رقيها المباركة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حفظهما الله.
كما يحرص المغرب على دعم أمن واستقرار الدول العربية، لأن ما يهم أمنها واستقرارها ونموها وازدهارها يعنيه بشكل مباشر، كما أن القارة الأفريقية توجد في صلب وعمق اهتمامات المغرب، بحكم انتمائه لهذه العائلة الأفريقية الواحدة والكبيرة التي تتقاسم دولها نفس الجغرافيا والرؤية والأمل والمصير. وعلى صعيد انخراطه في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، يعمل المغرب من أجل توطيد الأمن والاستقرار في محيطه الأفريقي والأورو-متوسطي وفي جواره المغاربي وعلى المستوى الدولي عموما.
ويظل المغرب البلد المتميز بتنوع مكوناته البشرية واللغوية والثقافية وبتراثه الغني والمتنوع والعريق الذي تتناقله الأجيال، أرضا للأمن والاستقرار والتسامح والتضامن والانفتاح على الخارج، ما جعل أرضه المعطاء منصة لجلب الاستثمارات الأجنبية من مختلف دول العالم بالنظر لما يتوافر عليه من ثروة بشرية مؤهلة وبنيات تحتية عصرية وقطاعات إنتاجية واعدة في مجالات صناعة السيارات والطائرات والمناجم والفلاحة والطاقات المتجددة والسياحة وغيرها.