في تعقيبها على ظاهرة «أمطار يوليو» أو ما شاع وصفها مجتمعيا بأمطار صيف 2022، أشارت جنان بهزاد مديرة البرامج والأنشطة بالجمعية الكويتية لحماية البيئة الى أن هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات الناجمة عن التغيرات المناخية أصبحت أكثر احتمالا وشدة، مؤكدة ان «الفرضية العلمية الواضحة من الدرجة الأولى هي أن درجات الحرارة القصوى تزداد دفئا وأن البرودة المتطرفة أصبحت أقل، وبذلك يميل هطول الأمطار الغزيرة إلى الزيادة».
وقالت بهزاد: «تسبب تغير المناخ في زيادة هطول أمطار غزيرة وأشد ضررا وازدادت الظواهر المتطرفة في العالم خلال المواسم المختلفة ومن الصعب تحديد الاتجاهات في عدد وشدة الأعاصير»، مضيفة: «في البيانات المنشورة لمتوسط درجات الحرارة والهطول السنوي منذ عام 1979 لم يتم تسجيل أي حالة هطول مطري لأشهر الصيف (يونيو، يوليو، أغسطس).
وذكرت بهزاد أنه يجب الاستعداد واتخاذ تدابير للحد من التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية السلبية لتغير المناخ وتواتر وشدة هطول الأمطار، مشيرة إلى ان الفيضانات واسعة النطاق في مناطق متفرقة من الخليج العربي والتي تسبب بها هطول الأمطار الغزيرة قد لا تكون هي الأخيرة وتصبح أكثر تواترا في المستقبل نتيجة تغيرات المناخ الناجمة عن انبعاث غازات الاحتباس الحراري البشرية».
وحــول الاستشـــراف الاستراتيجي والتخطيط للسيناريوهات المحتملة بناء على البيانات والمعطيات، قالت جنان بهزاد: «هناك دلالة على أنه مع زيادة درجات الحرارة المستمرة، ستصبح نوبات هطول الأمطار الغزيرة أكثر شيوعا. وأن التغيرات المناخية والطفرات التاريخية في هطول الأمطار مثلما حصل في نوفمبر 2018 قابلة للحدوث مرة أخرى وتحتاج استعدادا وطنيا لمواجهة التغيرات المناخية المتوقعة وغير المتوقعة مستقبلا».
وأفادت بهزاد بأن «مياه الأمطار قد تكون كارثية إذا لم يتم تصريفها بشكل مناسب وتوجيهها للاستفادة منها، وأن عدم وجود نظام متكامل لإدارة المياه يسمح باستمرار الآثار البيئية السلبية، وعدم استغلال مياه الأمطار العذبة وتخزينها»، لافتة إلى أنه «من الضروري أيضا الاتجاه للاستفادة من مياه الأمطار التي تأتي بهذه الكميات وتوجيهها للاستفادة منها من خلال عمل دراسة هيدرولوجية لأحواض التصريف لتقدير كميات السيول المتوقعة في الأودية المختلفة وتحديد المناطق الواقعة تحت التهديد المباشر للسيول.