مع تصاعد وتيرة القصف الروسي للمناطق الشرقية، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سكان منطقة دونيتسك شرق البلاد والتي تحتل روسيا جزءا كبيرا منها، إلى مغادرتها بسبب «الارهاب الروسي». وقال في تسجيل فيديو «اتخذ قرار حكومي بإخلاء إلزامي» للمنطقة، معتبرا أنه «في هذه المرحلة من الحرب، الإرهاب هو سلاح روسيا الرئيسي».
وقد تعرضت مدينة ميكولاييف في جنوب أوكرانيا لقصف روسي مكثف، أدى إلى مقتل واصابة عدة اشخاص.
وكتب رئيس بلدية المدينة أولكسندر سينكيفيتش على تلغرام «تعرضت ميكولاييف لقصف مكثف. قد يكون الأقوى حتى الآن»، مشيرا إلى دوي «انفجارات قوية» على دفعتين.
وطالت ضربات أخرى مناطق خاركيف في الشرق وسومي في شمال شرق أوكرانيا.
وكانت النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك أعلنت الإجلاء الإلزامي لجميع سكان دونيتسك، إحدى المنطقتين الإداريتين في حوض دونباس الذين تسعى موسكو وانصارها من الانفصاليين للسيطرة عليهما. وبررت القرار بشبكات الغاز المدمرة وغياب التدفئة في الشتاء المقبل في المنطقة.
وتفيد تقديرات السلطات الأوكرانية بأن مائتي ألف مدني على الأقل مازالوا يعيشون في المناطق التي لا تخضع للاحتلال الروسي في دونيتسك.
في المقابل، وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو منذ سنوات، قال حاكم سيباستوبول ميخائيل رازفوزجاييف إن هجوما بطائرة مسيرة استهدف مقر الأسطول الروسي للبحر الأسود في المدينة ما أسفر عن جرح ستة موظفين في هيئة الأركان.
وكتب رازفوزجاييف على تلغرام «قرر القوميون الأوكرانيون إفساد عيد الأسطول الروسي» الذي كانت تحتفل به روسيا أمس، موضحا أن طائرة مسيرة هبطت في فناء مقر قيادة الأسطول. وقال رازفوزجاييف إن كل الاحتفالات بعيد الأسطول الروسي «ألغيت لأسباب أمنية».
لكن أوكرانيا نفت أن تكون قد هاجمت مقر أسطول البحر الأسود بطائرة مسيرة، ووصفت الاتهامات الروسية بأنها «استفزاز متعمد».
وقال سيرغي براتشوك المتحدث باسم الإدارة الإقليمية في أوديسا في بيان، إن الاتهامات الروسية بـ«هجوم أوكراني على مقر الأسطول الروسي في سيباستوبول» هي «استفزاز متعمد». واعتبر أن «تحرير القرم سيحدث بطريقة أخرى أكثر فاعلية».
بموازاة ذلك، احتفل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيوم البحرية في مدينة بطرسبورغ، حيث اعلن أن الأسطول الروسي سيحصل على صاروخ كروز فرط صوتي من طراز «زيركون» الجديد.
وقال بوتين خلال حضوره استعراضا بحريا إن الأسطول الروسي «قادر على إحداث رد سريع على كل من يقرر تقويض سيادتنا وحريتنا»، مؤكدا أن المعدات العسكرية الروسية «تخضع للتحسين المستمر».
وأشار بوتين خصوصا إلى «صواريخ زيركون فرط صوتية التي لا تعرف أي عوائق». وقال «سيبدأ تسليمها إلى القوات المسلحة الروسية في الأشهر المقبلة». وأشار بوتين إلى أن فرقاطة الأدميرال غورشكوف ستكون أول سفينة روسية مزودة بهذه الصواريخ، بينما سيتم اختيار منطقة انتشار هذه السفينة بناء على «المصالح الأمنية لروسيا». ووقع بوتين على مرسوم يقر عقيدة بحرية جديدة تقضي باعتبار الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي «الناتو» الخصم الرئيسي للبلاد وتحدد طموحات روسيا البحرية بالنسبة لمناطق حيوية مثل القطب الشمالي ومناطق في البحر الأسود.
إلى ذلك، مازال العالم يترقب التطبيق العملي لاتفاق تصدير الحبوب للافراج عن الحبوب الاوكرانية المحاصرة منذ الغزو الروسي، الموقع قبل نحو 10 ايام في اسطنبول برعاية الامم المتحدة.
وقال ابراهيم قالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هناك احتمالا كبيرا لأن تغادر أول سفينة محملة بالحبوب الموجهة للتصدير الموانئ الأوكرانية اليوم الاثنين. وأضاف انه لو اكتملت كل التفاصيل.. «سنرى سفنا تغادر الموانئ».
وأضاف للقناة السابعة التركية أن مركز التنسيق المشترك في إسطنبول سيكمل على الأرجح العمل النهائي بخصوص طرق التصدير قريبا جدا.