استأنفت أوكرانيا أمس صادرات الحبوب للمرة الأولى منذ بداية الغزو الروسي قبل ستة أشهر، مع ابحار أول سفينة من ميناء أوديسا بموجب اتفاق رباعي عقد في اسطنبول برعاية الأمم المتحدة وانقرة، وسط ترحيب عالمي بالخطوة التي تسمح بالتخفيف من وطأة الأزمة الغذائية العالمية الوشيكة.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي آكار: غادرت السفينة رازوني التي ترفع علم سيراليون ميناء أوديسا باتجاه مرفأ طرابلس في لبنان. وينتظر أن تصل إلى اسطنبول اليوم. وستواصل طريقها إلى وجهتها بعد خضوعها لتفتيش فريق مشترك لمندوبين من روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا. وأشار وزير البنية التحتية الأوكرانية اولكسندر كوبراكوف إلى أن السفينة تحمل 26 ألف طن من الذرة. وقال: «غادرت أول سفينة حبوب منذ العدوان الروسي الميناء.. أوكرانيا، ومعها شركاؤها، يتخذون خطوة أخرى لمنع جوع العالم».
وأوضح كوبراكوف أن مزيدا من السفن ستلي. وأضاف أن فتح الموانئ سيوفر ما لا يقل عن مليار دولار إيرادات بالنقد الأجنبي للاقتصاد الأوكراني وسيسمح للقطاع الزراعي بالتخطيط لموسم الزراعة العام المقبل. وقال مسؤولون في الرئاسة الأوكرانية إن هناك 17 سفينة شحن راسية في موانئ البحر الأسود بحمولات تبلغ نحو 600 ألف طن معظمها حبوب. ورحبت السفارة الأميركية في كييف باستئناف الشحن قائلة «سيراقب العالم استمرار تنفيذ هذا الاتفاق من أجل إطعام الناس في أنحاء العالم بملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية المحاصرة».
كما اشاد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش «بحرارة» بمغادرة أول سفينة، معربا عن أمله في أن يحقق استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية «الاستقرار والمساعدة الضروريين للأمن الغذائي العالمي».
من جهته، رحب الكرملين أيضا بإبحار أول سفينة، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «بالنسبة لمغادرة أول سفينة، فهذا إيجابي جدا. فرصة جيدة لاختبار فاعلية الآليات التي تم الاتفاق عليها خلال المحادثات في اسطنبول». وشكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ تركيا لـ «دورها المحوري» في اتمام الاتفاق «ودعا بدوره إلى تطبيق كامل للاتفاق». غير أن الانفراج في أزمة الحبوب لم يرافقه أي انفراجات ميدانية، فالحرب مازالت مستعرة والقصف الروسي لم ينقطع، يقابله هجوم اوكراني مضاد.
فقد تعرضت مدن خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وباخموت وميكولايف لقصف عنيف اوقع قتلى وجرحى.
وتتعرض باخموت، وهي مدينة صناعية هامة ومركز نقل، لقصف روسي منذ الأسبوع الماضي في إطار محاولة قوات الكرملين احتلال منطقة دونيتسك كلها.
في هذه الأثناء، حدد مسؤول روسي رفيع المستوى ملامح خطة لإعمار مدينة ماريوبول الساحلية التي تعرضت لحصار مدمر وقصف عنيف قبل أن تحتلها القوات الروسية. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي مارات خوسنولين في مقابلة مع قناة «آر بي سي» الروسية إن أولى المباني التي يجري بناؤها حاليا ستجهز بحلول الخريف.
وأشار خوسنولين إلى أن موسكو تخطط لإعادة بناء وسط ماريوبول التاريخي وترميم كل المباني التي لم تدمر بالكامل بفعل القصف الروسي.