استأنفت سفينة الشحن «رازوني» المحملة بالحبوب الأوكرانية طريقها الى لبنان بعد استكمال تفتيشها في إسطنبول، بموجب الاتفاق الرباعي بين أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة، الذي شكّل بارقة أمل لانفراج أزمة الغذاء العالمية.
وصعد ممثلو أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة تحت مظلة مركز التنسيق إلى السفينة الأولى التي تنجح في مغادرة الموانئ الأوكرانية المحاصرة لإجراء فحوصات التأكد من أنها لم تنقل أي شحنة غامضة.
لكن الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي قلل من أهمية تصدير أول شحنة حبوب من بلاده منذ بدء الغزو الروسي، قائلا: إن السفينة تحمل جزءا صغيرا جدا من المحصول الذي يتعين على كييف بيعه للمساعدة في إنقاذ اقتصادها المدمر.
وأدلى زيلينسكي بهذه التصريحات المتشائمة لطلاب في أستراليا عبر الإنترنت أمس، تزامنا مع مغادرة رازوني إسطنبول وعلى متنها 26 ألف طن من الذرة متجهة إلى ميناء طرابلس اللبناني.
وقال الرئيس الأوكراني إن هناك حاجة لمزيد من الوقت لمعرفة ما إذا كانت شحنات حبوب أخرى ستلحق بالشحنة الأولى. وأمل أن يستمر هذا النشاط.
وأضاف أنه يتعين على أوكرانيا تصدير عشرة ملايين طن من الحبوب على الأقل للمساعدة بشكل عاجل في خفض عجز ميزانيتها البالغ 5 مليارات دولار شهريا. واعتبر أن «الحرب.. تكاد تقتل الاقتصاد.. إنه في غيبوبة.. إغلاق روسيا للموانئ يمثل خسارة كبيرة للاقتصاد».
وحذر الرئيس الأوكراني مرارا من أن موسكو قد تحاول عرقلة التصدير على الرغم من التوقيع على اتفاق الشهر الماضي، حيث تقول إنها تريد أن ترى مزيدا من العمل لتسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة لكنها وصفت مغادرة أول سفينة حبوب من أوكرانيا بأنها إيجابية.
على صعيد أزمة الطاقة التي تسببت بها الحرب، اتهم المستشار الألماني أولاف شولتس روسيا بأنها مسؤولة عن عرقلة تسليم توربين موجود حاليا في ألمانيا ولا يمكن تشغيل خط أنابيب الغاز «نورد ستريم1» بشكل طبيعي من دونه، كما تقول موسكو.
وبينما خفضت روسيا حجم شحنات الغاز عبر هذا الخط، مؤكدة ضرورة تسلم التوربين، قال شولتس: «لا يوجد سبب يمنع التسليم»، موضحا أن كل ما على روسيا فعله هو «تقديم المعلومات الجمركية الضرورية لنقله إلى روسيا».
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخها دمرت مستودعا في منطقة لفيف الأوكرانية يحتوي على أسلحة قادمة من پولندا.
وقال زيلينسكي، في خطاب ألقاه في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، إن قواته لم تستطع بعد التغلب على تفوق روسيا في مجالي المدافع الثقيلة وعدد القوات المسلحة على الرغم من إمدادات الأسلحة من الغرب.
إلى ذلك، أعربت روسيا عن استعدادها لمعالجة النزاع في أوكرانيا بالطرق الديبلوماسية «وفقا للشروط الروسية» التي تتضمن عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ونسبت وكالة (تاس) الروسية للأنباء إلى المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قوله إن «روسيا مستعدة لإيجاد حلول ديبلوماسية للنزاع في أوكرانيا ولكن على أساس المطالب الروسية».
وأضاف أن الشروط الروسية «معروفة تماما» بالنسبة للجانب الأوكراني.