للمرة الأولى رأيت «الكوريات» الجميلات المهملات في بداية الثمانينيات وبدأ ظهورهن وفق تصميم هندسي جميل، وهي بيوت حكومية جاهزة وقد سميت هذه المنطقة بالكوريات نسبة إلى الشركة الكورية التي قامت بتنفيذ مشروع هذه البيوت، وقد سميت لاحقا بـ«الواحة»، إلا أن هذا المشروع السكني لا يزال يسمى بالكوريات، أما اسم الواحة فقد ظل حبيسا في المعاملات الرسمية التي تخص هذه المنطقة السكنية في محافظة الجهراء.
والجميل في الكوريات أن الشركة الكورية استخدمت طاقم عمل كورياً بالكامل، وعمل عمالها على نظام «نوبتين»، أي انها اختصرت مدة العقد إلى النصف من خلال هذا التكتيك العملي الميداني وكانت الجودة الإنشائية في قمتها ولم تكتف الشركة الكورية بهذا المشروع، إذ بدأت في بناء مدرسة علي السالم المتوسطة للبنين وكان الإبداع في قمته من حيث الجودة والوقت.
والأجمل من ذلك كله، أن الكوريين قاموا بإبادة جماعية لكلاب الجهراء، حيث إنهم يحبون أكل لحم الكلاب، خاصة المجانية منها، وهي الكلاب التي اصطادوها أثناء فترة عملهم في الجهراء، وبالعافية عليهم.
واليوم وللأسف لا نرى في الفكر الحكومي أي دور في الاستعانة بالمستثمر الأجنبي في بناء نهضة عمرانية كويتية مستقبلية على أسس هندسية صحيحة وذات جودة عالية، بل إن الفكر اقتصر على شركات أفريقية وقد كانت لها أخطاء هندسية فادحة ولم تتخذ ضدها أي إجراءات عقابية واضحة ومعلنة، وكل ما أتمناه هو أن يفتح الباب على مصراعيه للشركات الأجنبية العالمية الموثوق بها ومن دون تدخل الوكيل المحلي.
وعودة إلى منطقة الكوريات والتي تقع في مساحة قدرها نحو 2 كيلومتر مربع والتي كانت ولا تزال تعاني من الانفجار السكاني بها والذي وصل إلى منتهاه، كما أنها لا تزال تعاني من ازدحام شديد وكثافة سكانية عالية جدا وتحتاج إلى فتح ملف علاج مشاكلها التي لن يكون لها حل إلا من قبل السلطات العليا.
والحديث موجّه إلى كل من يهمه الأمر من أجل رفع معاناة أهل هذه المنطقة.
وأنا على يقين أن الحلول متاحة علميا وهندسيا وماديا وهي فقط تحتاج إلى قرار.