أعلنت الصين عزمها القيام بتدريبات «منتظمة» في مضيق تايوان، وذلك قبيل اختتام أوسع مناورات عسكرية تنفذها في المنطقة، ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى الجزيرة ذات الحكم الذاتي والتي تعتبرها بكين جزءا من اراضيها، ما هوى بالعلاقات الأميركية ـ الصينية إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
وأفاد التلفزيون الرسمي الصيني أمس نقلا عن أحد المعلقين بأن الجيش الصيني سيجري من الآن فصاعدا تدريبات «منتظمة» على الجانب الشرقي من الخط الفاصل في مضيق تايوان.
والخط الفاصل في المضيق الضيق بين جزيرة تايوان والبر الرئيسي للصين هو خط سيطرة غير رسمي لا تعبره عادة الطائرات العسكرية والبوارج من أي من الجانبين.
وتزامنا مع انتهاء المناورات أعلنت بكين أن مناورات جديدة بـ «الذخيرة الحية» ستقام لغاية الخامس عشر من أغسطس في البحر الأصفر الذي يفصل بين الصين وشبه الجزيرة الكورية.
وكشفت القيادة الشرقية للجيش الصيني التي تشرف على هذه العمليات أنها أجرت أمس «تدريبات مشتركة في البحر وفي المجال الجوي في محيط تايوان، وفق ما كان مقررا».
وأكدت أن الغرض من هذه المناورات هو «اختبار القوة النارية في الميدان والضربات الجوية الطويلة المدى».
ومارست السفن الحربية الصينية والتايوانية لعبة «القط والفأر» في أعالي البحار أمس بعد التدريبات الصينية التي لم يسبق لها مثيل واستمرت لأربعة أيام.
وأبحرت سفن حربية من كل من الصين وتايوان على مسافة قريبة من بعضها البعض في مضيق تايوان.
ورصدت السلطات التايوانية عشرين طائرة صينية و14 سفينة على الاقل شاركت في المناورات، وتجاوز 14 منها الخط الأوسط الفاصل، ما دفع تايبيه إلى إطلاق دوريات لصدها، بحسب وزارة الدفاع التايوانية.
وهذا الخط الأوسط الذي رسمته الولايات المتحدة إبان الحرب الباردة في وسط مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن بر الصين الرئيسي لم يحظ يوما باعتراف من بكين.
وكشفت وزارة النقل التايوانية أنه بحلول ظهر أمس عاد الوضع إلى طبيعته في ست من «مناطق الخطر» السبع التي طلبت الصين من شركات الطيران تفاديها، في مؤشر إلى انتهاء التدريبات.
وأوضحت الوزارة في بيانها أن «حركة الملاحة الجوية والبحرية يمكنها أن ترجع تدريجا».
أما المنطقة السابعة الواقعة في شرق تايوان، فيوصى بتفاديها حتى العاشرة من صباح اليوم، وفق المصدر عينه.
ونقلت رويترز عن مصدر تايواني إنه بينما «ضغطت» القوات الصينية باتجاه خط الوسط أمس ايضا، ظل الجانب التايواني قريبا لمراقبة الوضع، وحيثما أمكن، حرم الصينيين من القدرة على العبور.
وأفاد المصدر بأن «الجانبين أظهر ضبط النفس، واصفا المناورات بأنها مثل لعبة «القط والفأر» في أعالي البحار.
وأوضح أن «أحد الجانبين يحاول العبور، والآخر يقف في طريقه ليحرمه من التقدم.. ويجبره على العودة في النهاية إلى الجانب الآخر».
وقالت تايوان إن صواريخها المضادة للسفن التي تنشرها على الساحل وصواريخ باتريوت أرض - جو في وضع الاستعداد.