عند حديثنا عن التربية اليوم، فهو الحديث عن بحر عميق وكلمة واسعة نقولها بتوجس، لاسيما مع جيل غريب عنا نحن معشر الآباء والأمهات والمربين، نشعر بأنه غريب عنا بكل شيء في زمنه وظروفه وتحدياته، وفي ظل الانفتاح المتسارع كلنا نخشى على هذا الجيل من أن تتكسر اضلاع أبنائنا على رياح التفسخ ودعوات الحرية العرجاء، ثم انه لا يملك مايجعله يقف بقوة ويضع يومه ومستقبله ويتواءم مع كل جديد فيغربل وفق قيمه ودينه واخلاقه.
هذه المقدمة اصوغها بعد حوار مع صديقات مهتمات من جيلي جدات وأمهات مضى على أصغرنا ثلاثون عاما في مجال التربية والأسرة، كان حوارا هادئا بصباح جميل على فنجان من القهوة، وكان من عادتنا كما هن الصديقات الوفيات للزمن الجميل نتواعد ونتجاذب مواضيع تهم احبابنا.
قالت احدى الفاضلات جملة مازالت اتخذها شعارا وهدفا لا يغيب عن مخيلتي «إن اردتِ حنانا، أعطي وقدمي حنانك أولا» قدمي الحب سيرجع لك حبا وشوقا واحتراما ومودة.
فأنت المبادرة وانت الام وانت القدوة، عبري عن حبك، افتحي صدرك لاحتضانهم، اغدقي عليهم نظرات المحبة والحنان، دورك هو اظهار المشاعر على الابناء، اغمريهم بحبك وتعلمي كيف تحبينهم كلهم بلا تميز، قدري ادنى خدمة يقوم بها ابنك او ابنتك، امدحيهم واثني عليهم.
هل بقي شيء لم أذكره، ضحكاتنا تملأ أجواء ذاك الصباح الجميل. قالت: سيعود الينا أحبابنا ويبادلوننا حبا بحب وعطفا بعطف واحتراما وبرا بمثلهما.
ازرعي حبيبتي تحصدي، ولا تنسي الدعاء فهو سرنا وسلاحنا.