مع صدور مرسوم دعوة الناخبين لانتخاب أعضاء مجلس الأمة وتحديد يوم 29 سبتمبر 2022 موعدا للاقتراع، وبدء استقبال طلبات الراغبين بالترشح لهذه الانتخابات تتزايد الحركة الدعائية ويبرز النشاط أكثر مما كنا عليه سابقا، فالكل بدأ وبشكل فعلي لإطلاق حملته الانتخابية وفق خطط وبرامج ربما مدروسة وربما على سجيتها، وهنا تكمن الخبرة والدراية وحسن التخطيط سواء من حيث اختيار الشعارات الانتخابية، أو طرح القضايا التي تمس حياة الناس والتي قد تؤثر فيهم وباختياراتهم، لكننا نرى أن كل ذلك قد لا يستمر طويلا وقد لا يترك أي أثر لدى الناخبين، خصوصا أولئك أصحاب القرار الثابت باختيار شخص محدد وفقا لقناعاتهم وميولهم وبناء على اعتبارات هم يرونها صحيحة، والتي قد تصيب أحيانا وقد تخطئ أحيانا أكثر.
إن هذه الفترة التي نعيشها مع كل انتخابات تشكل نافذة مشرعة للتعرف على المرشحين والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم ووجهات نظرهم حول العديد من القضايا والأمور التي تحتاج إلى علاج ونقاش حقيقي مع اقتراح الحلول المناسبة بشكل حقيقي ومنطقي بعيدا عن التخويف والتهويل والتهديد وسياسة الصوت العالي لأننا نريد «طحينا» ولا نريد «جعجعة» كما عند الكثير من المرشحين السابقين الذين لم يفوا بوعودهم ولم يكونوا أمناء على عهودهم التي قطعوها على أنفسهم وأقسموا على تنفيذها أمام مرأى الجميع، لكنهم للأسف أخلوا بكل ذلك.
وهذه الأيام الجميع يترقب وينتظر أسماء المرشحين في جميع الدوائر الانتخابية وتكثر معها التحليلات والتخمينات بفرص الفوز والنجاح، كما تزداد الضغوط الانتخابية والشعبية من البعض، فهناك أصحاب توجهات قبلية وآخرين يحملون فكرا طائفيا وغيرهم يقسمون المجتمع حسب أهوائهم وهدفهم استمالة الناخبين وتكوين رأي عام مساند لهم مهما كانت طبيعة الطريق وأسلوب الوصول للهدف والمبتغى، وهنا علينا أن نكون كمواطنين أكثر وعيا وإدراكا فنحسن اختيار المرشحين من أصحاب الأمانة والكفاءة، ومع احترامنا للقبيلة والطائفة والمنطقة غير أن ما يبنى على باطل يكون باطلا، وبالتالي فالنائب الحقيقي هو من يمثل الأمة ويدافع عن مصالح الكويت وشعبها بجميع فئاتهم لأننا نريد مستقبلا أفضل لجميع أبناء الكويت، ونريد حاضرا أفضل لنا، فالصوت أمانة وعلينا أن نحسن اختيار من يستطيع حملها بكل ثقة ومن يكون قادرا على الثبات على الحق ومحاربة الباطل والفساد، فالكويت تستحق الأفضل والقرار بيد المواطنين الواعين.
نعم، التغيير بأيدينا.. فلنحسن الاختيار، أحسنوا الاختيار تكون النتائج أفضل، ونسأل الله تعالى النجاح للوطنيين الأمناء المدافعين عن الحق الساعين لخير البلاد والعباد.