شن التيار الصدري في العراق هجوما حادا على خصومه السياسيين في «الإطار التنسيقي» الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران، داعيا اياها إلى «كبح جماح بعيرها هناك».
وقال القيادي في التيار صالح محمد العراقي المقرب من زعيمه مقتدى الصدر والملقب بـ«وزير القائد»، في بيان صحافي امس: «لم أستغرب ولا طرفة عين من مواقف الإطار التنسيقي الوقح ولا من ميليشياته الوقحة حينما يعلنون وبكل وقاحة متحدين الشعب برمته وبمرجعيته وطوائفه بأنهم ماضون بعقد البرلمان لتشكيل حكومتهم الوقحة ومازال دم المعدومين غدرا من المتظاهرين السلميين وبطلقات مليشياتهم القذرة لم يجف، وكأن المقتول إرهابي أو صهيوني ولا يمت إلى الوطن بصلة».
وأضاف: «نعم تلك وقاحة ما بعدها وقاحة فلا دين لهم ولا أخلاق ولا يتحلون بقليل من شرف الخصومة فيا له من ثالوث وقح لا يعرف معنى الإصلاح ولا الثورة ولا السلمية ولا معاناة الناس على الإطلاق، تلك ثلة عشقت الفساد والمال والرذيلة وتغذت عليها».
وتابع: «انهم لا يعشقون الفساد فحسب بل انهم يبغضون الإصلاح والمصلحين»، مضيفا «إذا لم يعلنوا الحداد فليعتبروني والتيار من الآن عدوهم الأول بكل السبل المتاحة وبعيدا عن العنف والاغتيالات التي قرر الفاسدون أن يصفوا خصومهم بها».
وفي سياق متصل، أعلنت كتائب «سرايا السلام» التابعة للتيار الصدري، رفضها تشكيل «حكومة توافقية». وقال المسؤول العام للسرايا أبو مصطفى الحميداوي، في منشور على فيسبوك «حكومة توافقية وبذوق خارجي لن تتشكل».
وبالتزامن، جدد «ائتلاف النصر»، بزعامة رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي الدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وأكد الائتلاف في بيان صحافي أوردته وكالة الانباء العراقية (واع) أن «على القوى السياسية تصفير الأزمة والشروع الجاد لرسم مراحل حل وطني دستوري متفق عليه بين جميع الأطراف، وبسقوف زمنية سريعة، بعيدا عن عقلية المنتصر وروح الكراهية وكسر الإرادات».
وأوضح «نرى ضرورة الاتفاق على خارطة طريق وفق مرحلتين، المرحلة الأولى: حل الأزمة الراهنة بما ينهي الانسداد القائم، والمرحلة الثانية: الاتفاق على خطوط عريضة لإصلاح النظام السياسي ليتمكن من تجاوز مصداته الذاتية، ويكون كفوءا وصالحا وقادرا على إدارة الدولة».
جاء ذلك غداة تهديد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالاستقالة في حال استمرار الشلل السياسي الذي يضرب البلاد، حيث قال في خطاب مساء امس الاول «أحذر من أنهم إذا أرادوا الاستمرار في إثارة الفوضى، والصراع، والخلاف، والتناحر، وعدم الاستماع لصوت العقل، فسأقوم بخطوتي الأخلاقية والوطنية بإعلان خلو المنصب في الوقت المناسب، حسب المادة 81 من الدستور، وتحميلهم المسؤولية أمام العراقيين، وأمام التاريخ».
في غضون ذلك، عادت الحياة الى طبيعتها امس بعد المواجهات المسلحة الدامية التي شهدتها المنطقة الخضراء في وسط بغداد، وعادت الاختناقات المرورية اليومية الى شوارع العاصمة، وفتحت الأسواق والمحال التجارية ابوابها واستؤنفت امتحانات المدارس.
وأعلن رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، امس الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح الضحايا من المتظاهرين المحتجين والقوات الأمنية الذين راحوا ضحية الأحداث المؤسفة مؤخرا، وفقا لما أعلنه المكتب الإعلامي للحلبوسي.
وفي وقت أرجات المحكمة الاتحادية العليا إلى اليوم النظر في دعاوى حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة، قررت لجنة تقصي الحقائق الخاصة بأحداث المنطقة الخضراء تشكيل لجان فرعية، لمباشرة التحقيق الميداني بشكل حيادي.