استعجل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي لتقديم حزمة المساعدات الجديدة في وقت تستعر الحرب في الجنوب عقب الهجوم المضاد الذي شنته قواته، وسط معلومات عن ارسال روسيا تعزيزات كبيرة لمواجهة هذا الهجوم.
وخلال اتصال هاتفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، طالب زيلينسكي أوروبا بالاستعجال في تخصيص الحزمة التالية من المساعدات لأوكرانيا، كما حث الاتحاد على فرض المزيد من العقوبات على روسيا.
وكتب على تويتر «بحثنا تخصيص الدفعة التالية من مساعدات الاتحاد الأوروبي (المالية) في أسرع وقت ممكن.
وشددنا على الحاجة لإعداد الحزمة الثامنة من العقوبات، بما يتضمن حظر إصدار التأشيرات للمواطنين الروس».
وأضاف زيلينسكي، أنه نسق مع فون دير لاين «الخطوات اللازمة للحد من حصول روسيا على أرباح زائدة عن الحد من بيع النفط والغاز».
وكان زيلينسكي حذر الأوروبيين من شتاء صعب قاتم بعد ان أغلقت روسيا خط الأنابيب الرئيسي «نورد ستريم 1» الذي يمد القارة العجوز بالغاز الروسي.
وقال في خطاب له عبر الفيديو أمس الأول «روسيا تستعد لضرب جميع الأوروبيين في مجال الطاقة بشكل حاسم هذا الشتاء».
ومع احتدام حرب الطاقة، تواصل الدول الأوروبية مساعيها لسد الفجوة في الإمدادات عبر «الخطة ب» من خلال اللجوء لواردات الكهرباء عبر الموصلات من جاراتها أو من خلال تعزيز القدرة على توليد الكهرباء من الطاقة النووية أو الطاقة المتجددة أو الطاقة الكهرومائية أو الفحم، وفقا لـ«رويترز».
ويرى مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، أبوبكر الديب، أن «روسيا لم تترك لأوروبا خيارات سوى البحث عن المصادر التقليدية كبديل للغاز الروسي».
وفي حديثه لموقع «الحرة»، تحدث عن إمكانية استخدام دول أوروبية «الفحم والخشب والعودة لتشغيل المحطات النووية للنجاة من البرد القارس في الشتاء المقبل».
وتسابق أوروبا الزمن لتعويض الغاز الروسي من دول أخرى ولكن ذلك أمر صعب ان لم يكن مستحيلا فكل مصادر الغاز الأخرى بعيدة ومكلفة وتحتاج إلى بنية تحتية بمليارات اليوروهات كمحطات الإسالة والأنابيب، وفقا لحديث الديب.
ويشير إلى أن «الحل الأقرب هو العودة لاستخدام المحطات النووية والفحم»، واصفا ذلك بـ «خطر كامن يضرب جهود مكافحة التغير المناخي ويعمل على زيادة التلوث البيئي بشكل كبير وسريع وغير مسبوق».
ويتفق مع الطرح السابق، الخبير البيئي، ضومط كامل، الذي يتحدث عن «خطر غير مسبوق على البيئة العالمية»، بسبب سعي دول أوروبية لاستخدام «الفحم الحجري والمشتقات النفطية» لتغطية احتياجاتها من الطاقة.
من جهة اخرى، قال مفتشو الأمم المتحدة إن محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تحتلها روسيا في جنوب أوكرانيا، انقطعت عنها إمدادات الطاقة الخارجية مرة أخرى.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان أن آخر خط كهرباء خارجي رئيسي تعطل على الرغم من استمرار خط احتياطي في إمداد الشبكة بالكهرباء.
وعلى جبهات القتال الأخرى، أفادت حسابات أوكرانية على تطبيق تيليغرام بوقوع انفجارات عند جسر أنتونيفسكي بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا التي تحتلها القوات الروسية.