بعد تفاقم الخلاف مع الغرب وارتفاع فاتورة العقوبات الغربية، واحتدام المعارك على الارض وسط معلومات تتحدث عن تقدم تحرزه القوات الأوكرانية في هجومها المضاد، يبدو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اختار التوجه شرقا أملا في دعم جيرانه الآسيويين لإخراجه من العزلة التي فرضها غزوه لأوكرانيا، فضلا عن محاولات موسكو التقرب من دول افريقيا وأميركا اللاتينية.
وحضر بوتين أمس مناورات «فوستوك-2022» الواسعة النطاق التي تجري في مواقع تدريبية في الشرق الأقصى الروسي وفي البحر قبالة ساحل روسيا الشرقي، بحسب ما أفاد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف وكالات إخبارية محلية.
ونقل عن بيسكوف قوله إن بوتين عقد اجتماعا مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف في ميدان سيرغيفسكي العسكري على أن يتابع المرحلة الأخيرة من التدريبات العسكرية لاحقا.
انطلقت المناورات «فوستوك-2022» في الأول من سبتمبر ومن المقرر أن تستمر حتى اليوم. وتشمل الدول المشاركة عددا من البلدان المجاورة لروسيا بالإضافة إلى سورية والهند والصين.
وستستمر زيارة بوتين إلى الشرق الأقصى الروسي اليوم في مدينة فلاديفوستوك الساحلية، حيث يتوقع بأن يلقي خطابا أمام «منتدى الاقتصاد الشرقي»، الذي انطلق أمس الأول ويستمر اربعة ايام بمشاركة أكثر من 5000 شخص، بحضور وفد صيني يعد أكبر وفد مشارك في المناسبة، بحسب الكرملين.
ورفضت بكين إدانة التدخل الروسي في أوكرانيا ووفرت غطاء ديبلوماسيا لها عبر التنديد بالعقوبات الغربية وتحرك الغرب لمد كييف بالأسلحة.
بدورها، تضامنت موسكو بشكل كامل مع بكين خلال زيارة رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي الى تايوان التي تعتبرها بكين جزءا من اراضيها، واتهم بوتين واشنطن بـ «زعزعة استقرار» العالم.
وفي اطار تعزيز توجهاته شرقا، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن المخابرات الأميركية أن موسكو ستشتري ذخيرة مدفعية من كوريا الشمالية، وذلك في أعقاب تقارير تفيد بأن الجيش الروسي بدأ في استخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع.
وقال مسؤولون أميركيون إن بوسعهم تأكيد دقة ما نقلته نيويورك تايمز وإن المشتريات الروسية الإضافية من العتاد العسكري الكوري الشمالي متوقعة.
وفي معرض رده على سؤال عن تقرير الصحيفة، قال مسؤول عبر البريد الإلكتروني «وزارة الدفاع الروسية بصدد شراء ملايين القذائف الصاروخية والمدفعية من كوريا الشمالية لاستخدامها في ساحة المعركة في أوكرانيا».
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين في الحكومة الأميركية قولهم إن عمليات الشراء أظهرت أن العقوبات بدأت في التأثير على قدرة روسيا على الاستمرار في غزوها لأوكرانيا.
ويأتي هذا التقرير في ضوء الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها القوات الروسية فضلا عن النقص في الامدادات، اذ كشفت هيئة الاركان العامة الأوكرانية أن الجيش الروسي فقد أكثر من 50 ألف جندي خلال الحرب التي بدأت منذ نحو 7 أشهر.