يرى علماء الاجتماع أن الناس تجمعهم ثلاثة مفاهيم وهي الطمع والدين والخوف، أما في مجال الانتخابات فإن الأساس البيولوجي (القبيلة أو العائلة) والسياسي (الأحزاب) والديني، تعتبر القاعدة الحقيقية لتحديد اختيار المرشح المناسب، وهذا الاختيار نابع من الفكر السياسي للفرد في المجتمع فأصبح الفرد في المجتمع يدور في حلقة مفرغة وفقد عملية التمييز بين الصواب والخطأ، وبناء على ذلك أصيب هذا الفكر السياسي للفرد بنوع من التجمد العقيم أضف إلى كثرة عمليات حل المجلس والتصادم المستمر بين السلطتين وبين نواب الحكومة والمعارضة ونواب التيارات الدينية وعمليات شراء الأصوات والفرعيات غير الشرعية في الدستور، كل ذلك خلق عملية ولادة قيصرية للديموقراطية على شكل جنين غير مكتمل النمو ومشوه جينيا.
من خلال العهد الجديد أصبح المواطن أكثر تفاؤلا في تحقيق حلمه الديموقراطي والذي يتمنى أن يولد ولادة نموذجية طبيعية غير مشوهة وخالية من النقص والتي من خلالها تتحقق الخطط والمشاريع التنموية المطلوبة التي تضمن الاستقرار الحضاري والاجتماعي للوطن والمواطن، وحتما ستكون القاعدة المثالية لبناء الكويت.
وما نراه من مشاكل متعددة في الإسكان والتعليم والصحة والأمن والتطور الحضاري وتعيين القيادات بطريقة الباراشوت أو القرابة أو المصلحة السياسية ما هو إلا انعكاس سلبي للنظام الديموقراطي.
والحقيقة أن التوعية المجتمعية للمفهوم الديموقراطي لم تكن بالمستوى الثقافي المناسب عند ربطها بالمصلحة العليا للوطن بحيث يمكن من خلاله قلب المفاهيم السابقة من أجل بناء الوطن على أسس جديدة يتم من خلاله استيعاب المخرجات والمتغيرات الإقليمية والدولية والسياسية والاقتصادية المرتبطة بالكويت سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ومن ثم ترويضها لصالح الوطن والمواطن.
وأخيرا يا عزيزي الناخب، اعلم أنه يجب عليك من باب الأمانة أن تختار السيف المناسب للوطن وللعلم فجميع السيوف التي دخلت المجالس السابقة مجربة، أما الحديثة التي لم تدخل المجلس بعد فعلمها عند الله.
أسأل الله أن يوفق الجميع وأولهم المصلحون الصامدون في رفع راية المصلحة العليا للوطن، أما المواطن فهو بخير ما دامت الكويت بخير.