استحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلاح الغذاء مجددا بعد تفاقم ازمة الطاقة مع الاتحاد الأوروبي، واتهم خصومه الغربيين بخداعه، ملوحا بتعديل اتفاق اسطنبول الذي اتاح استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية.
ذريعة بوتين الجديدة هي أن صادرات الحبوب الأوكرانية تتجه بشكل أساسي إلى دول الاتحاد الأوروبي وليس إلى الدول الفقيرة، حيث قال خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الروسية «كل الحبوب المصدرة من أوكرانيا تقريبا لا ترسل إلى الدول النامية والدول الأكثر فقرا، بل إلى دول الاتحاد الأوروبي».
واتهم الرئيس الروسي تلك الدول بانها «تصرفت كقوى استعمارية في العقود والقرون الأخيرة» و«لاتزال تتصرف على هذا النحو»، معتبرا أنها «خدعت ببساطة الدول النامية مجددا». ورأى أن هذا النهج «سيزيد حجم مشاكل الغذاء في العالم وقد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة».
ومضى قائلا «إذا استثنينا تركيا من كونها دولة وسيطة، فتقريبا كل صادرات أوكرانيا من الحبوب تذهب إلى دول الاتحاد الأوروبي لا إلى الدول النامية الأكثر فقرا».
وأكد أنه سينظر في «الحد من وجهات صادرات الحبوب والأغذية الأخرى» وسيناقش الفكرة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي ساعد في التوسط في اتفاق رفع الحصار عن الصادرات من الموانئ الجنوبية لأوكرانيا في يوليو. وفي مسعى للتأكيد على ميل روسيا نحو آسيا، قال إن الغرب يفشل بينما آسيا هي المستقبل.
ونفى الرئيس الروسي أن تكون موسكو تستخدم الطاقة «سلاحا» ضد أوروبا، واعتبر انه «كلام فارغ! أي سلاح نستخدم؟ نقوم بتوفير الكميات الضرورية وفقا لطلبات» الدول المستوردة.
لكن مجموعة «غازبروم» الروسية العملاقة كانت أعلنت يوم الجمعة الماضي، توقف عمل خط أنابيب «نورد ستريم» الحيوي لإمداد أوروبا بالغاز، «بالكامل» لأجل غير مسمى، بدعوى إصلاح توربين.
وعزز هذا الإعلان مخاوف الدول الأوروبية من انقطاع تام للغاز الروسي في أوروبا، قبل حلول فصل الشتاء وعلى خلفية تضخم متسارع في أسعار الطاقة.
في المقابل، قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني إنه لا يوجد أي مبرر لدى روسيا لمراجعة اتفاق تصدير الحبوب، مضيفا أن شروط الاتفاق يجري تنفيذها والتقيد بها على نحو صارم.
ووصف بودولياك تصريحات روسيا بأنها «مفاجئة» و«لا أساس لها».
في غضون ذلك، حذرت الوكالة الأوكرانية المسؤولة عن الأمن النووي أمس، من أن وقوع كارثة نووي في محطة زابوريجيا للطاقة وهي الأكبر في أوروبا ويحتلها الروس، تهدد أوكرانيا وجيرانها.
وقال رئيس هذه الهيئة بالنيابة أوليغ كوريكوف خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت إنه في حال حدوث اضرار في قلب المفاعل «ستكون هناك عواقب ليس على أوكرانيا وحدها بل وبوضوح، عواقب خارج الحدود».
وحذر المسؤول نفسه «من المحتمل أن نجد أنفسنا في مواجهة نقص في الديزل ما قد يؤدي إلى وقوع حادث يضر بقلب المفاعل وبالتالي إطلاق مواد مشعة في البيئة».
ويرى خبراء أن فقدان التغذية الكهربائية للمفاعلات قد يؤدي إلى توقف تبريدها وانصهار قلب المفاعل.