يحذر العديد من الباحثين الاجتماعيين من حدوث فجوة خطيرة بالهرم السكاني السوري، وعدم تجدد المواليد ليتحول بعدها المجتمع السوري إلى مجتمع كهل، نظرا لعدم الإقبال على الزواج بسبب التكاليف الباهظة لـ «مشروع العمر»، كما كان يسمى، ناهيك عن ارتفاع حالات الطلاق والتفكك الأسري، وحوادث الوفاة والفقدان والهجرة.
وتختلف قيمة المهر (المقدم والمؤخر) تبعا للعروسين وبيئتهما ومستواهما المعيشي، ولكن بالحد الأدنى تتراوح المهور بين خمسة إلى عشرة ملايين وعند بعض العوائل أكثر من المبلغ المذكور.
وفي تقرير لموقع «الحل نت» يتحدث الشاب السوري محمد عباس، وهو أحد سكان ريف دمشق، ويعمل سائقا على «السرفيس»، عن معاناته مع ارتفاع تكاليف الزواج.
ويقول عباس إن أسرة الفتاة التي تقدم إليها، طلبوا العديد من الطلبات، من المهر والذهب، والتي بلغت قرابة العشرة ملايين، أي حوالي 2250 دولار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جميع متطلبات ومستلزمات تجهيز المنزل على نفقته، كالأثاث وغرفة النوم والأجهزة المنزلية التي تقدر بحوالي 15 مليونا وربما أكثر، وبالتالي فإن كلفة كامل عملية زواجه تقدر بنحو 25 مليون، أي حوالي 6 آلاف دولار، وربما أكثر إذا كانت هناك أشياء أخرى لم تكن في الحسبان.
ومع ذلك، اعتبر الشاب أن «طلبات أهل الفتاة واقعية مقارنة بالواقع المعيشي، وهي طلبات بسيطة، لكن ظروفي الاقتصادية لا تسمح لي بجمع مثل هذا المبلغ بسهولة.
فراتبي الشهري يكاد يصل إلى حوالي 700 ألف ليرة سورية، وأحيانا أكثر حسب العمل وتوافر الوقود بسهولة»، إلى جانب مسؤولية والديه وأخواته، كونه عونا لهم، ويقول انه في كل شهر يدخر حوالي 150 ألفا من راتبه ما يعني انه قد يحتاج إلى العمل 10 سنوات أخرى لتأمين الحد الأدنى من المتطلبات على فرض أن الأسعار بقيت كما هي.