مما لا شك فيه أننا على أعتاب مرحلة مفصلية في تاريخ الكويت، وهذه المرحلة لها مساران لا ثالث لهما وهما إما العمار والإصلاح أو السقوط.
وبالطبع، فإن اللاعب الأساسي في هذه المرحلة هو الشعب، إذ يلعب دورا أساسيا في الانتخابات.
ولكن هذا الأمر لن يكون إلا بعد أن يغير الفرد ما بداخله من مفاهيم قديمة ويستبدلها بالتوجه الإصلاحي المتناغم مع العهد الجديد، وقال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..) «الرعد: 11».
والعهد الجديد بحكومته الذهبية من حسناته أنه قدم لنا رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح والذي يحظى بشعبية واسعة لدى شعب الكويت، الذي التمس فيه صدق النية بالإصلاح واستمد قناعته بهذا الشعور من خلال الجولات الميدانية التي قام بها سموه خلال الأيام الماضية.
كما أن سمو الرئيس أصدر مجموعة من التوجيهات الإيجابية التي تخص الوطن والمواطن وكانت هذه الجولات بمنزلة المفتاح السحري لفتح أبواب المسؤولين بعد أن كانت لا تفتح للمواطن عن طريق العذر المشهور «المسؤول عنده اجتماع وما يقدر يقابلك».
واليوم وفي ظل العهد الجديد المبارك انتهت اجتماعات المسؤولين للابد وأصبحت هذه الأبواب تفتح للمواطنين كافة ليعبروا عن مشاكلهم التي يعانون منها منذ زمن بعيد.
من جانب آخر، نلاحظ أن التوجه الحكومي أصبح واضحا بالوصول لمرحلة الإصلاح الشامل من خلال نظام التصفية لبعض المسؤولين غير المرغوب في أدائهم، فإما بالاستقالة أو التقاعد، وهذا أمر يعلمه الجميع وفي النهاية هو أمر صحي بحت، فأشجار الحمضيات إن لم تقلمها في الخريف فلن تنتج ثمارها في الربيع بالشكل المتوقع.
أما فيما يخص الشعب فإنه هذه الأيام يسمع ويرى ويقيم أداء الحكومة النبيل، ومما لا شك فيه أن الإصلاح لن يتم بضغطة زر، بل يحتاج إلى وقت ممزوج بالصبر.
نسأل الله أن يديم نعمه علينا ويحفظ الكويت وحكومتها وشعبها من كل مكروه.