بيروت - منصور شعبان ووكالات:
تعرضت مصارف لبنان لسلسلة اقتحامات من قبل مودعين مطالبين بسحب مدخراتهم المحجوزة في المصارف، تخلل بعضها إطلاق نار واحتجاز رهائن، ما دفع المصارف الى اغلاق ابوابها باكرا تخوفا من توسع الاقتحامات، في أوضح ترجمة للواقع الأمني والمالي المتدهور دون نهاية تلوح في الأفق.
وأشاع اقتحام ما يقارب 10 مصارف في بيروت والمناطق، جوا من القلق على مستوى الأمن الوطني، ليتحول لاحقا الى إغلاق للطرقات في اكثر من منطقة من قبل لبنانيين مناصرين ومؤيدين للمقتحمين.
وأعلنت جمعية المودعين اللبنانيين بدء «حرب استعادة الودائع ولن يطفئ غضب المودعين الا استعادة حقوقهم كاملة»، في المقابل، اعلنت جمعية المصارف الاقفال لثلاثة أيام بدءا من الاثنين، في حين دعا وزير الداخلية بسام المولوي مجلس الأمن الداخلي إلى اجتماع طارئ.
وبدا لافتا أن الأجهزة الأمنية تعاملت بمرونة مع المقتحمين الذين احتموا بجماهير شعبية من المودعين انتشروا خارج فروع المصارف المقتحمة.
الاقتحام الأول حصل في بلدة الغازية - جنوب صيدا، حيث أقدم مودع يدعى محمد قرقماز على اقتحام بنك «بيبلوس» للحصول على وديعة مالية.
أما الحادثة الثانية فحصلت في بيروت، إذ أقدم المودع عبد سوبرة على اقتحام «بلوم بنك» في حي طريق الجديدة ببيروت للمطالبة بالأمر نفسه.
وقال بنك لبنان والمهجر (بلوم) لرويترز في بيان إن مسلحا اقتحم فرع البنك في منطقة الطريق الجديدة للمطالبة بمدخراته، مضيفا أن الوضع تحت السيطرة.
وتعالت الهتافات المساندة للرجل خارج الفرع، الذي تم تعريفه باسم عابد سوبرة، من جانب حشد كبير خارج البنك -وهو مشهد تكرر في العديد من هذه الحوادث.
وقال أحد السكان، ويدعى رابح كوجوك، إن سوبرة تاجر وإنه معرض للسجن لأن هناك دائنين يطالبونه بأموال بالرغم من أنه يملك أموالا في البنك.
وذكر بنك بلوم إن قوات الأمن تفاوضت مع سوبرة، لإقناعه بالخروج من المبنى، مضيفا أنه من المعتقد أنه سلم السلاح لقوات الأمن.
وافادت وسائل اعلام انه اصر على البقاء في المصرف حتى الحصول على امواله.
وتمثلت الحادثة الثالثة باقتحام أحد المودعين ويدعى جواد سليم بنك لبنان والخليج بواسطة بندقية صيد مطالبا بوديعته في منطقة الرملة البيضاء واستطاع سحب وديعته.
كذلك، أفادت جمعية المودعين عن حصول حوادث تمثلت باقتحام مودعين لفروع مصرفي «فرنسبنك» - والبنك اللبناني - الفرنسي في الحمرا. والمريجة والكفاءات في الضاحية الجنوبية. واقتحم، أيضا، بلوم بنك فرع الكونكورد- شارع فردان.
وتعرض بنك عودة في الشياح لعملية اقتحام مماثلة من مودعين لسحب أموالهم. وتعرض فرع بنك لبنان والمهجر في النبطية جنوبي لبنان لاقتحام مماثل.
وأيضا تم اقتحام فرع بنك IBL في البترون وبنك سوسيتيه جنرال في النبطية من قبل المواطن (ا.د) وهو يحتجز الموظفين حاملا «آر بي جي».
وتخلل اقتحام فرع بنك ميد في منطقة شحيم بإقليم الخروب إطلاق للرصاص.
ومنعت البنوك اللبنانية معظم المودعين من سحب مدخراتهم منذ أن تفاقمت الأزمة الاقتصادية قبل ثلاث سنوات، تاركة الكثير منهم غير قادرين على سداد تكاليف الاحتياجات الأساسية.
ولم يتم تقنين وضع ضوابط لرؤوس الأموال، لكن المحاكم بطيئة في إصدار أحكام لصالح المودعين الذين يحاولون الحصول على مدخراتهم عن طريق رفع دعاوى قضائية ضد البنوك، مما دفع البعض للبحث عن طرق بديلة للحصول على أموالهم.
وأوضح مصدر أمني أن الرجل الذي اقتحم بنك بيبلوس في مدينة الغازية تمكن من استرداد جزء من أمواله قبل اعتقاله، مضيفا أنه من المعتقد أن السلاح الذي كان بحوزته لعبة.