قالت الشرطة الإيرانية إن وفاة شابة في الحجز «حادث مؤسف» لا تريده أن يتكرر، نافية اتهامات بسوء المعاملة أثارت احتجاجات لليوم الثالث ضد السلطات، بحسب ما أفادت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية.
ودخلت مهسا أميني (22 عاما) في غيبوبة وتوفيت بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق في طهران الأسبوع الماضي، ما أثار احتجاجات في العاصمة (طهران) وإقليم كردستان الإيراني الذي أتت منه.
وأثارت وفاتها إدانات على مستوى البلاد ووصل وسم باسمها بالفارسية على تويتر إلى 1.8 مليون مشاركة. لكن التظاهرات الأكثر كثافة وشدة خرجت في إقليم كردستان الإيراني الذي أخمدت فيه السلطات من قبل اضطرابات بين الأقلية الكردية.
وأظهر مقطع فيديو بثته مجموعة «هينغاو» الحقوقية الكردية على «تويتر» محتجين وهم يرشقون قوات الأمن بالحجارة في مدينة ديواندره في كردستان.
وذكر حساب إيراني على «تويتر» يركز على الاحتجاجات في البلاد ويحظى بمتابعة واسعة أن أصحاب المتاجر نظموا إضرابا في مدن كردية.
وقالت الشرطة الإيرانية إن أميني سقطت مريضة فجأة وهي منتظرة مع نساء أخريات اعتقلتهن شرطة الأخلاق، التي تطبق قواعد صارمة منذ الثورة عام 1979.
لكن والد أميني قال لموقع «امتداد» الإخباري المؤيد للإصلاح إن ابنته لم تكن تعاني من أي مشاكل صحية، وإنها أصيبت بكدمات في ساقيها وحمل الشرطة مسؤولية وفاتها.
وأشار الى أن الشرطة استغرقت ساعتين لنقل ابنته إلى المستشفى وأنها لو كانت وصلت في وقت مبكر لما توفيت.
وقال قائد شرطة طهران الكبرى حسين رحيمي إن «اتهامات جبانة» وجهت للشرطة الإيرانية، وإن أميني لم تتعرض لأي أذى جسدي، وإن الشرطة «فعلت كل شيء» لإبقائها على قيد الحياة.
وأضاف رحيمي «هذا الحادث مؤسف بالنسبة لنا ونتمنى ألا نشهد مثل هذه الحوادث أبدا».
وعرضت الشرطة مقطع فيديو يظهر امرأة تم تحديد هويتها بأنها أميني وهي تدخل غرفة وتجلس إلى جانب أخريات. ثم سرعت الشرطة عرض المقطع لتظهر أميني واقفة وتتحدث إلى شخص يبدو أنه كان يفحص جزءا من ملابسها. ثم وضعت المرأة يديها على رأسها وانهارت.
وذكر رحيمي أن المسعفين وصلوا في غضون دقيقة واحدة من سقوطها. وقد تؤدي وفاة أميني إلى تصعيد التوتر بين المؤسسة الأمنية والأقلية الكردية التي يتراوح تعدادها بين ثمانية وعشرة ملايين نسمة.