- دلال الهاشل: أعتز بأنني «أول كويتية» تفتتح استديو تقدم من خلاله دورات في فن الخزف والرسم على القهوة والتصوير
- ياسمين محمد: تعلمت «السيراميك والطين» وبدأت بمشروع منزلي ثم محل حتى وصلت إلى معرض كامل
- بويوسف: لا أرى عيباً بامتهان الشباب هذه الحرف كون آبائنا وأجدادنا عملوا بها وأسسوا حياتهم وثرواتهم خلالها
- منال: فخورة بأنني أمّ لشاب يعمل ميكانيكياً للسيارات بعد استغنائه عن الوظيفة الحكومية وفتحه كراجاً خاصاً به
بعيدا عن نمطية ثقافة العمل السائدة في الاتكال على الوظيفة الحكومية أو ما شابه مصدرا للدخل، فقد كسر الكثير من الشابات والشبان الكويتيين هذه القاعدة بهمة وعزيمة ورؤى معبرة عن طموحاتهم وليطلقوا استثناءهم المتمثل بمشاريع وحرف ومهن متنوعة وناجحة وذات جدوى اقتصادية.
فالرفاهية والوفرة المالية في المجتمع الكويتي عقب ظهور النفط منذ نحو 60 عاما مع بساطة مجتمعنا الكويتي في طبيعته أو لناحية عدد السكان حينها شكلت ظروفا دعت المواطنين للنزوع إلى الأعمال المكتبية المريحة وترك تلك اليدوية ذات الأجر الأبسط لتؤديها العمالة الأجنبية، لكن قبل نحو عشر سنوات، ومع زيادة عدد الخريجين في البلاد بدأ الإقبال يعود من الكثير من الشباب الكويتيين إلى بعض الحرف والصناعات والمهن على اختلافها بعد هجرها طويلا.
وفي عودة تاريخية أيضا وبعد مرور أكثر من 60 عاما على طفرة ظهور النفط في عام 1962 انتبهت الحكومة إلى موضوع نقص العمالة الوطنية الحاد في المهن اليدوية فقررت إنشاء الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب عام 1982 ورأت الحكومة الحاجة إلى تغيير واقع المجتمع الرافض لهذه المهن إلا بدرجة بسيطة لا ترقى مع الطموح لكن مع الأرقام الكبيرة من خريجي التطبيقي التحق معظمهم بقطاعات عمل مكتبية لا تتناسب مع طبيعة ما درسوه ميدانيا.
والتقت «كونا» عددا من القائمين على تلك الحرف والصناعات والمهن التقليدية التي فاق عددها 200 صناعة وحرفة ومهنة وتتوزع على بيئات مختلفة وقطاعات متعددة.
في البداية، أعربت صاحبة مشروع (استديو منزلي) دلال الهاشل عن اعتزازها بأنها «أول كويتية» تفتتح استديو تقدم من خلاله العديد من الدورات مثل فن الخزف والرسم على القهوة والتصوير، مضيفة أن هناك إقبالا كثيفا من النساء على الدورات المقدمة وتجربتها الشخصية بالرسم على القهوة، مبينة أنها بدأت مشروعها عام 2021 مخصصة الاستديو للنساء فقط.
وأضافت الهاشل أنها طرحت العديد من الدورات كالرسم على القهوة والخزف والتصوير «وجميعها كانت في المنزل بهذا الاستديو الخاص وتوافدت العديد من النساء لتعلم هذه الهوايات»، موضحة أن لديها «شهادات عالمية معتمدة لهذه الدورات».
من جانبه، قال صاحب (محمصة قهوة) فواز ناصر إنه بعد التفكير العميق في سنة (كورونا 2020) اتخذ أولى الخطوات بافتتاح محمصة القهوة «لأنني وشريكي من محبي القهوة حيث سافرنا إلى العديد من الدول لتجربة القهوة بأنواعها وبعد عدة تجارب وقع الاختيار على معملين أجنبيين لتصدير البن لمعملنا على أن نقوم نحن بتنظيفه وطحنه».
وأضاف ناصر أن «العديد من التحديات واجهتني لأنني شاب ولا أملك المبلغ الكافي لافتتاح محمصة وتجهيزها بأحدث المعدات لذا اقترضت مبلغا من البنك للبدء بمشروعي الذي أشرفت عليه بنفسي منذ بداية المشروع وحتى افتتاحه»، حيث يقوم وشريكه باختيار القهوة وطحنها وتغليفها وبيعها للناس.
من جهتها، قالت صانعة أكواب السيراميك والطين ياسمين محمد إن قصة مشروعها تعود إلى «بداياتي في تعلم السيراميك والطين، إذ انضممت للدورة لتقضية وقت فراغي ولم أكن أعلم وقتها أن هذه الدورة ستكون مستقبلا باهرا لي».
وأضافت ياسمين أنها بدأت تسافر للغرب للتعلم أكثر عن هذه الهواية و«عانيت وقتها بين الدوام والسفر وقررت حينها تقديم استقالتي من عملي الوظيفي الحكومي واتخذت أولى الخطوات بفتح مشروع منزلي ثم محل حتى وصلت إلى معرض أقدم من خلاله ورشات تدريب ودورات للجنسين وأصبحت وظيفة لي بعد تحقيقي نجاحا جيدا».
إلى ذلك التقت «كونا» عددا من أفراد المجتمع الكويتي لاستطلاع آرائهم حول إقبال الشباب الكويتيين على المهن الحرفية وجعلها مصدر دخل لهم عوضا عن الوظيفة الحكومية، فقال بو يوسف «أبلغ من العمر 74 عاما ولست أرى عيبا بامتهان الشباب هذه الحرف كون آبائنا وأجدادنا عملوا بها وأسسوا حياتهم وثرواتهم خلالها».
من ناحيتها، أعربت السيدة منال عن فخرها بالشباب الكويتي على إصراره والتصدي للتحديات والصعوبات.
وبينت منال أنها أم لشاب يعمل ميكانيكيا للسيارات بعد استغنائه عن الوظيفة الحكومية وفتحه كراجا خاصا به وتشجيعه لأصدقائه للعمل معه بعد أن كان يعمل وحده مع فنيين أجانب وبلغ عدد الموظفين بالكراج 4 كويتيين بالإضافة الى الأجانب.