تؤدي القراءة دورا مهما في تكوين جيل واع مثقف يحمي نفسه ومجتمعه من الجهل، ويسهم في بناء وطنه، بل إن أول آية نزلت في القرآن الكريم بدأت بكلمة «اقرأ»، وهذه دلالة واضحة على أهمية القراءة، فالقراءة هي العامل الأساسي في بناء العقل، وتنمية أفكاره، وتوسيع مداركه، وزيادة قدرته على الاستيعاب، وإكسابه العديد من المهارات، عن طريق نقل خبرات الأجيال السابقة، فالقراءة تضيف الى عمر الإنسان اعمارا، ولتنشئة جيل من الشباب المثقف المحب للقراءة لابد من غرس هذا السلوك لدى أبنائنا منذ الطفولة، من خلال توفير مكتبة بالبيت، وتزويدها بالقصص الملونة النافعة التي تحبب اليهم القراءة،، وزيادة المكتبات العامة، واقتناء الكتيبات الهادفة. ولأن القراءة تسهم بشكل كبير في تكوين شخصية الفرد وتحديد اتجاهاته، فلابد من حسن اختيار الكتاب، والإشراف على ما يجب ان يقرأه أبناؤنا وما يجب ألا يقرؤوه، لأن الكتب منها الجيد ومنها الرديء، وعلى رأس الكتب النافعة، كتب العلوم الشرعية، التي يتعلمون منها العبادات والآداب والأخلاق. إن القراءة هي أفضل استثمار للوقت، لذا ندعو من خلال هذا المقال الي توفير الكتيبات النافعة والهادفة من الأماكن العامة، كالمقاهي والحدائق والمنتزهات والمولات التجارية...إلخ، وهذا ما نراه في بعض الدول، حيث ترى الناس يصحبون الكتب ويقرؤون في وسائل المواصلات وفي الاماكن العامة، ولا نريد من ابنائنا اضاعة الاوقات في تصفح وسائل التواصل، فنراهم يتنقلون من تغريدة إلى تغريدة، ومن رسائل «الواتساب» إلى المقاطع المتنوعة التي ليس فيه زيادة معرفة، فيضيع الوقت ولم يخرجوا بفائدة، وهناك فرق شاسع بين من يتصفح الكتب الهادفة ومن يتصفح وسائل التواصل، فخير جليس في الأنام كتاب..
وأختم بقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
أَنا مَن بَدَّلَ بِالكُتبِ الصِحابا
لَم أَجِد لي وافِياً إِلّا الكِتابا
صاحِبٌ إِن عِبتَهُ أَو لَم تَعِب
لَيسَ بِالواجِدِ لِلصاحِبِ عابا
كُلَّما أَخلَقتُهُ جَدَّدَني
وَكَساني مِن حِلى الفَضلِ ثِيابا