بيروت - داود رمال
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن من يقيد القضاء قد يكون متضررا من عدالته، وهو صاحب نفوذ كي يصل الى تعطيل سلطة دستورية كالقضاء، مجددا مطالبته القضاة بأن يواجهوا من يقيد العدالة، سواء في المصرف المركزي أو في التحقيقات المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت، ويتنفضوا لكرامتهم وسلطتهم.
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال استقباله امس وفد المنتدى الأوروبي للنزاهة في لبنان.
من جهتها، أكدت ماريا ارينا، النائب في البرلمان الأوروبي ورئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان، «ان الوفد هنا مع شبكة من الملتزمين بمكافحة التهرب من العدالة والفساد»، كاشفة عن «ان الاتحاد الأوروبي أصدر قرارا يقضي بإنزال العقوبة بعدد من الأشخاص الذين يقفون سدا منيعا في وجه إحقاق الحق، أيا كانوا، سواء الحاكم رياض سلامة او أي قاض يعوق مسار إحقاق العدالة او التحقيقات المتعلقة بانفجار مرفأ بيروت، ولو كانوا أحيانا يحظون بحق إقامة في الدول الأوروبية، فيما هم في أصل جرائم واقعة في بلادهم»، مشيرة إلى «ان هذا الأمر يشكل موقفا أوروبيا واضحا للغاية».
وأشارت إلى «ان الوفد سيواصل عمله في هذا الإطار، مع احترام السيادة الوطنية للدول، ووفق مبدأ الشراكة مع لبنان.
وسيواصل ذلك، استنادا إلى التوصيات التي سيخرج بها المنتدى، على المستوى الأوروبي، حيث من المقرر ان يصدر قرار جديد سيدخل حيز التنفيذ يتعلق بالعقوبات على مرتكبي الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وسيتضمن جرائم الفساد»، ومن هنا «فإن لبنان سيدخل ضمن إطار هذه الآليات الجديدة. وهذا عمل سنواصله على المستوى الأوروبي ككل لوقف ظواهر الفساد».
ثم تحدث مالك بن عاشور، النائب في مجلس النواب البلجيكي، ورئيس الجمعية البرلمانية لتنظيم الأمن والتعاون في أوروبا، فشدد على أهمية موقع لبنان كخلاصة للعالم بأسره.
وقال: «للأسف ان المخاطر التي يعيشها لبنان، الذي يعيث فيه الفساد هي مخاطر عالمية. ونحن نسعى إلى بذل جهود مضاعفة لمؤازرتكم فيما تقومون به لجهة محاربة الفساد ومكافحة التهرب من العقاب»، مشيرا إلى «اننا نتحمل مسؤولية كنواب أوروبيين للوقوف الى جانب لبنان في هذا الإطار».
بدوره، شدد لودوفيك هاي، عضو مجلس الشيوخ الفرنسي وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوى المسلحة في المجلس، على «أهمية استقلالية القضاء، لكون الشفافية لم تعد مجرد واجب بل التزاما أخلاقيا يجب ان تبنى عليها المجتمعات»، مشيدا «بالإرادة اللبنانية في تأكيد هذا الأمر من خلال المسيرة التي اطلقها الرئيس عون، والتي يجب علينا ان نلاقيها على المستوى الأوروبي لأجل توحيد جهودنا المشتركة».
وتكلم أخيرا ايلي ابي سعد فذكر بقول رئيس الجمهورية «انه قبل الحرية علينا ان نتحرر».
وأضاف: «إننا نتبع مسيرتكم، واليوم نواصل النضال الذي سرتم به طوال حياتكم، ونجهد لتحقيق وقع إيجابي لمصلحة المجتمع اللبناني».
من جهته، رحب عون بالوفد، متمنيا النجاح للمؤتمرين فيما يعود بالمصلحة على لبنان، لاسيما فيما يتعلق بمسيرة محاربة الفساد التي اطلقها. وعرض للحضور واقع القضاء في لبنان، مذكرا بتحريك دعوى الحق العام بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مشيرا إلى تقاسم القضاة التهرب من المسؤولية من دون ان يتم الادعاء عليه وفق الأصول.