- خلود الكندري: أنا مع قاعدة أن البدايات البسيطة تصنع الفرق وأن تكون هناك أولويات والكماليات أجلبها فيما بعد عندما تكون لدي الإمكانية
- محمد النجدي: يجب أن نعلّم أولادنا منذ الطفولة الادخار من المصروف الخاص بهم حتى لو مبلغاً قليلاً وهكذا تربينا
- ديما الصانع: كل شخص يستطيع أن يدخر حتى لو مبلغاً بسيطاً ومن الضروري تنظيم الأولويات
- حمدان الشمري: علينا أن نربي جيلاً واعياً من دون أن نبخل عليهم بشيء وفرق كبير بين البخل والمعيشة الفوضوية من دون تخطيط
- النحاس: الادخار صعب جداً لأن مسؤولياتي كبيرة والدخل قليل ولدي التزامات
أجرت التحقيق: ندى أبونصر
«اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب».. مقولة هؤلاء الذين يبددون أموالهم دون أي تخطيط، بينما يردد آخرون عبارة «خبئ قرشك الأبيض ليومك الأسود»، في إشارة إلى ضرورة ادخار مبالغ مالية ربما سيحتاجون إليها في أوقات الضرورة وعند الحاجة لمواجهة بعض الصعوبات والتصدي للأزمات التي قد يمرون بها دون اللجوء للآخرين أو البحث عن قروض لتلبية احتياجاتهم المختلفة. لكن مع الظروف التي نعيشها وغلاء المعيشة هل من السهل الادخار؟، وهل هو ضرورة ويجب أن نعلم أبناءنا الادخار لينشأ معهم منذ الطفولة مع معرفة أولوياتهم والتخطيط لمستقبل ناجح؟ وبين هذا وذاك، نتساءل: هل أنتم من فئة «اصرف ما في الجيب» أم من جماعة «خبئ قرشك الأبيض ليومك الأسود»؟
«الأنباء» قامت بجولة لمعرفة آراء عدد من المواطنين، وأثر ذلك في توعية الأبناء بأهمية التوفير والتخطيط السليم لميزانياتهم، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية تحدثت ديما الصانع لـ «الأنباء» قائلة: ان الادخار أمر ضروري، ويجب على كل شخص أن يدخر حتى لو مبلغا بسيطا تحسبا لأي ظرف طارئ، ومن الضروري أيضا تنظيم الأولويات بالنسبة للمصاريف وكل إنسان يستطيع أن يدخر ولو عشرة دنانير في الشهر وسيرى الفرق فيما بعد، وبالتدريج كل شهر أقوم بشراء شيء ولا أشتري كل الأشياء والاحتياجات دفعة واحدة لكي لا أشعر بالضيق المادي فيما بعد، وهذا الشيء ضروري وواجب على كل شخص مهما كان مدخوله الشهري، وعليه أن يضبط ذلك وفق دخله ومصروفاته وبشكل نسبي.
واجب وضرورة
بدورها، قالت خلود الكندري: إن الادخار واجب وضروري وبالأخص في هذه الظروف التي نعيشها حتى لو كان المبلغ بسيطا، وأنا مع قاعدة أن البدايات البسيطة تصنع الفرق، ويجب أن يكون هناك تنظيم للأولويات والأشياء الأساسية التي لا نستطيع الاستغناء عنها، والكماليات أجلبها فيما بعد عندما تكون لدي الإمكانية المادية.
تخطيط وتنسيق
من جهته، قال حمدان الشمري: الادخار لا بد منه وهو شيء ضروري ويمثل ملاذا آمنا للأيام القادمة، لأنه لا احد منا يضمن ماذا تخبئ له الأيام وأنا ضد مقولة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، والله ميزنا بالعقل، ويجب أن ننظر للمستقبل وان تكون نظرتنا فيها وعي، ومهما كانت الظروف صعبة فعلى الإنسان أن يخطط ويعرف دخله ومصروفه، وأن يدخر لو جزءا بسيطا جدا من المال مع وضع أولوياته والابتعاد عن الكماليات قدر الإمكان، فكل شيء يجب أن نجلبه إذا كنا بحاجة اليه بعيدا عن التبذير والإسراف، وعلى رب الأسرة أن يكون واعيا وناضجا، وأن يعلم أطفاله التخطيط الجيد والسليم، ويجب أن نربي جيلا واعيا في تدبير الأمور ومن دون ان نبخل عليهم بشيء، وهناك فرق كبير بين البخل والمعيشة الفوضوية من دون تخطيط، فالإنسان المقتدر الذي يحرم نفسه وأولاده ما يريدون فهذا بخل، أما عندما يكون لديك اتباع للتخطيط الجيد وتعلم أولادك التنسيق ومعرفة الأشياء الضرورية وغير الضرورية، فهكذا نبني جيلا واعيا وسليما يستطيع التعامل مع الظروف وتقدير احتياجاته وفق إمكاناته المادية.
كذلك تحدثت غفران النحاس عن رأيها بالادخار فقالت: بالنسبة لي يعتبر الادخار أمرا صعبا كثيرا لأن مسؤولياتي كبيرة والدخل لدي قليل وعندي التزامات كبيرة تجاه المنزل والأطفال كالدراسة والملابس والغذاء وهي تفوق المدخول الذي أحصل عليه، خصوصا مع الارتفاع الكبير بالأسعار وتزايدها بشكل شبه يومي، ومن الصعب أن أستطيع ادخار أي مبلغ، والإدارة والتخطيط وتنظيم الأولويات أمر جيد إذا استطاع الانسان أن يقوم به، ولكن على ألا يصل هذا الموضوع لدرجة البخل لأن البخل صفة سيئة جدا في الإنسان، وتدبير الأمور من الأشياء الجيدة والتي تخفف عنا الكثير من الأعباء المعيشية.
أما محمد النجدي فقال: ان الادخار واجب على كل شخص ويجب أن نعلم أولادنا منذ الطفولة الادخار من المصروف الخاص بهم حتى لو كان المبلغ قليلا، وهكذا تربينا في منزل الأهل بأن نعرف كيف ننظم أولوياتنا وما هي الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة لنا وتلك التي نستطيع تأجيلها أو الاستغناء عنها أحيانا، وكانت الحياة فيها بركة اكثر من هذه الأيام، أما الآن فالظروف أصبحت أصعب والغلاء في المعيشة أصبح كثيرا وصار الادخار صعبا جدا، فالراتب وحده لا يكفي إذا لم يكن لدى الشخص عمل آخر بسبب زيادة المصاريف الكبيرة، ونأمل من الحكومة المقبلة أن تكون هناك زيادة بالرواتب ليصبح الوضع افضل مع ما نشهده من ارتفاع كبير بالأسعار وزيادة احتياجات ومتطلبات الأسرة والأبناء.
وبحديثها عن الادخار وأهميته، أوضحت أم عبدالعزيز أن الادخار ثقافة وتربية وسلوك جيد إذا استطعنا تربية أبنائنا عليه مهما كان المبلغ الذي يدخرونه بسيطا، لأن تشجيعهم على الادخار يجعلهم يوفرون الكثير من الأشياء غير الضرورية التي يمكنهم الاستغناء عنها والتي لا تشكل شيئا أساسيا بالنسبة لهم. وأوضحت أم عبدالعزيز أن ارتفاع الأسعار الكبير والتضخم الذي تشهده الأسعار في الأسواق لم يعد يسمح لكثير من الناس بالادخار لأن الراتب بالكاد يكفي لشراء الاحتياجات الضرورية للبيت والأبناء، لكن فكرة الادخار رائعة لأننا نمر في بعض الأحيان بظروف صعبة نوعا ما، وتكون علينا التزامات مادية أكبر من الأيام العادية كموسم المدارس والسفر وأيضا شراء بعض الأدوات المنزلية والفرش، وغير ذلك من أشياء قد لا تتوافر معنا السيولة المادية لشرائها في أي وقت، وبالتالي يكون الادخار المنقذ لنا في هذه الحالات، وحتى لا نلجأ للاقتراض لتلبية تلك الاحتياجات.
منع التبذير
أما أم راكان فأكدت أنها مع الادخار، وأنها تشجع أبناءها وبناتها على توفير جزء من مصرفهم، وتقوم بزيادة ما يقومون بتوفيره تشجيعا لهم، وتقوم بتوعيتهم بضرورة وضع الخطط السليمة لمصروفاتهم وجدولا بالأشياء الضرورية التي سيشترونها ومدى أهميتها، وإذا كان بإمكانهم الاستغناء عن بعضها أو شراء بدائل تكون جيدة ومناسبة وبأسعار أقل ليتمكنوا من توفير بعض النقود التي يستفيدون منها في أوقات أخرى، مشيرة إلى ضرورة أن يكون هناك توعية في المدارس وحتى المناهج بحيث يتم ربط التوفير والادخار بمنع الإسراف والتبذير الذي نشاهده عند الكثير من الناس ومن دون أي اكتراث أو تفكير بالأيام المقبلة وما قد تحمله من مفاجآت وصعوبات.
البارون: التوفير مهم في حياتنا ويجب تربية الأبناء على ثقافة الادخار
أكد أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.خضر البارون أن الادخار والتوفير مهم جدا في حياتنا اليومية ومهم أن نربي أولادنا على ثقافة الادخار ليس في الحاجات المالية فقط، بل في كل شيء وألا يكون لدينا إسراف، فالله لا يحب المسرفين، ويجب على الإنسان أن يكون متزنا في مصروفه.
وأضاف أن التوفير يعتبر سندا للإنسان فيما بعد، فنحن لا نعرف الظروف التي تواجهنا في المستقبل، ولكي لا نضطر الى الاستدانة يجب أن ندخر لو مبلغا بسيطا، ويوجد مثل كويتي يقول «الدين عمة عين»، ولكي لا نصل لأن نحتاج إلى مال وليس لدينا ونضطر إلى الاستدانة ونأخذ قروضا، يجب أن يكون هناك خطة وميزانية لكي يكون لديك سند لك ولأسرتك ولأولادك فيما بعد. ولفت البارون الى انه يجب أن نعلم الأطفال وندربهم منذ الصغر على الادخار وكيفية التوفير للمستقبل، وأنا دائما أنصح الطلبة بأن يوفروا حتى لو مبالغ بسيطة، وأن يكون لديهم مسؤولية وخطة لحياتهم لكي لا يقعوا في مطبات وحاجة مادية، فالسند المادي والمعنوي يعزز حياتك اليومية ويعكس علاقتك مع الأسرة فتكون الحياة سعيدة لأنه ضروري جدا أن يكون لدينا مبلغ معين للأزمات والتوفير ومن المهم أن نكون مستعدين لأي ظرف من الممكن أن نواجهه في الحياة فالتوفير لبقاء الإنسان وسعادته. فعندما يكون الإنسان لديه مال هذا يؤثر على قيمته النفسية والاجتماعية، ولهذا يجب ألا نبذر أموالنا على الكماليات والأشياء غير الضرورية، بل أن تكون لدينا أولويات في الحياة لكي نستطيع التوفير، ولكي تكون لدينا طمأنينة للمستقبل.
الخالدي: الادخار يعزز معايير الصحة النفسية في مواجهة أي طوارئ
أكدت اختصاصية الإرشاد النفسي والصحة النفسية د.نادية الخالدي أن الادخار والتوفير من معايير الصحة النفسية لأنه عندما يكون لدينا أموال مدخرة أو للطوارئ نشعر بالأمان، وكلما زادت شعرنا بالأمان اكثر وفي جلساتي دائما أضع فقرة الادخار والتوفير، ويحب أن نضع خطة، وأن نحاول لعدة مرات لأن التنفيذ فيه بعض الصعوبة، ولهذا يجب أن يكون لدينا مرشد، وأن يكون لدينا هدف وان نعرف الأولويات وفهم حاجاتنا الأساسية وغير الأساسية، وألا نقارن أنفسنا بأحد لأن كل شخص أولوياته مختلفة عن الشخص الآخر، وأجمل شيء البدايات، وبالفعل تصنع الفرق لأن المرة الاولى التي أبدأ فيها خطة وأسامح نفسي إذا فشلت وأكرر الخطة مرة أخرى الى أن تنجح.
ويجب أن يكون لدينا ضبط انفعالي لأن الانفعالات مرتبطة بسلوكياتنا وألا يكون السلوك مرتبط بالمشاعر كالفرح والحزن كأن نريد أن نقابل المشاعر التي نمر بها بصرف النقود أو الذهاب للتسوق أو الأكل في كلتا الحالتين حزين أو سعيد مثلا، فالضبط الانفعالي مهم جدا لتطبيق الخطة ونجاحها.