وافقت حركة «حماس» على مقترح الهدنة في قطاع غزة.
ونقلت قناتا «الجزيرة» و«العربية» عن مصدر قيادي في الحركة قوله: «أبلغنا الوسيطين القطري والمصري موافقتنا على مقترح وقف إطلاق النار».
وقالت وكالة الاناضول التركية ان رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية اتصل بالمسؤولين في البلدين وابلغهم موافقتها على وقف اطلاق النار لمدة 6 اسابيع.
من جهته، قال خليل الحية نائب رئيس حركة حماس في غزة ـ خلال مقابلة مع قناة «الجزيرة» ـ إن المقترح الذي قدمه الوسطاء في قطر ومصر للحركة يتضمن 3 مراحل ويشمل انسحابا كاملا لقوات الاحتلال من غزة وعودة النازحين وتبادلا للأسرى.
وصرح الحية بأن الوسطاء أبلغوا الحركة بأن الرئيس الأميركي جو بايدن «يلتزم التزاما واضحا بضمان تنفيذ الاتفاق».
بدوره، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو أمس، إن الكرة الآن في ملعب إسرائيل للموافقة على إعلان وقف إطلاق النارفي غزة.
وقال النونو، في بيان صحافي: نحن ننتظر ما سيقوم به الوسطاء لجهة الرد الذي قدمته قيادة حماس، والكرة الآن في ملعب إسرائيل للرد.
وأضاف: لقد وافقنا على مقترح يشمل وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار وعودة النازحين وتحرير الأسرى، مشيرا إلى أن قيادة إسرائيل تخشى من وقف إطلاق النار لأن النتائج المترتبة عليه لن تكون لصالحها.
وأشار النونو إلى أن «وفدا من حماس سيزور القاهرة في القريب العاجل لبحث اتفاق وقف إطلاق النار».
من جهة أخرى، قالت «القناة 12» الإسرائيلية إن فريق التفاوض الإسرائيلي تسلم رد حماس من الوسطاء وتجري دراسته للرد عليه رسميا.
وقالت مصادر لـ «الجزيرة» إن المقترح يشمل 3 مراحل، كل منها يستمر 42 يوما.
ويتضمن ذلك انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم بالكامل في المرحلة الأولى والسماح بحرية عودة النازحين.
وفي المرحلة الثانية، يفترض أن تنسحب قوات الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة.
وأضافت المصادر أن المقترح يتضمن الموافقة على إنهاء الحصار على غزة بشكل كامل في المرحلة الثالثة.
وعلى الفور أخطرت مصر إسرائيل بموافقة الحركة على المقترح، ودعتها لإرسال وفد أمني إلى القاهرة، حسبما قال مصدر مصري رفيع المستوى لوكالة أنباء «شينخوا».
من جهتها، اعلنت الولايات المتحدة أمس أنها تدرس رد «حماس» على مقترح الهدنة فيما جددت دعوتها لإسرائيل عدم مهاجمة مدينة رفح المكتظة بالسكان في جنوب قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين «يمكنني أن أؤكد بأن ردا صدر عن حماس. ندرس هذا الرد حاليا ونبحثه مع شركائنا في المنطقة».
في غضون ذلك، احتفلت حشود وأطلقت النار في الهواء في شوارع مدينة رفح في جنوب غزة بموافقة حماس على المقترح وفق وكالة «فرانس برس».
وقالت الوكالة إن البعض بكوا من الفرح وهتفوا بآيات التكبير وأطلق البعض النار في الهواء احتفالا بالنبأ.
في المقابل، لم تكن الامور هكذا على الجانب الإسرائيلي، إذ أن عائلات الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس خرجوا للتظاهر فورا.
وبينما أبدوا ارتياحهم لإعلان حركة حماس بالموافقة، قالوا إن الوقت قد حان لإعادة ذويهم، في إشارة منهم إلى ضرورة إتمام صفقة التبادل بين إسرائيل و«حماس».
وهدد ذوو المحتجين قائلين «الوقت حان لإعادة الأسرى أو سنحرق البلد».
تزامن ذلك مع اتمام الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة أمس شهرها السابع ببدء ترحيل عشرات الآلاف من المدنيين من شرق مدينة رفح التي تؤوي أكثر من نصف سكان القطاع، ما عزز المخاوف من ان تكون مقدمة لعملية اجتياح واسعة، وسط رفض دولي واسع.
وأكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني نزوح آلاف المواطنين من المناطق الشرقية لرفح. وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في الهلال الأحمر لوكالة فرانس برس «بعد اشتداد القصف هناك آلاف المواطنين يتركون منازلهم في الشرق ويتجهون نحو الغرب».
وكان الجيش الإسرائيلي دعا سكان المناطق الشرقية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، إلى إخلائها في عملية ستشمل نحو 100 ألف شخص، وتأتي غداة مغادرة وفد حركة «حماس» القاهرة من دون أي تقدم يذكر في المباحثات حول هدنة جديدة في الحرب مع إسرائيل.
وطالب الجيش الإسرائيلي، في بيان له أمس، السكان المدنيين بالإجلاء «المؤقت من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى المنطقة الإنسانية الموسعة»، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بعد «موافقة على المستوى السياسي». وأكد أنه قام بتوسعة ما وصفها بـ «المنطقة الإنسانية في المواصي» الواقعة إلى شمال غرب مدينة رفح «والتي تشمل مستشفيات ميدانية وخيما وكميات كبيرة من الأغذية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات» على حد زعمه.
وردا على سؤال بشأن عدد من سيتم إخلاؤهم، قال متحدث عسكري إسرائيلي «التقديرات هي نحو 100 ألف».
وأكد أن الإخلاء «عملية محدودة النطاق»، موضحا خلال إيجاز لصحافيين عبر الانترنت أمس «بدأنا عملية محدودة النطاق لإخلاء مدنيين بشكل مؤقت من الجزء الشرقي من رفح». وألقى الجيش منشورات ورقية على الأحياء الشرقية لمدينة رفح تضمنت تحذيرا بأن كل من يتواجد بالقرب ممن وصفها بـ «المنظمات الإرهابية» فإنه «يعرض حياته وحياة عائلته للخطر».
وقد حذرت «حماس»، من أن هجوم جيش الاحتلال على رفح لن يكون نزهة، وانه «جريمة تؤكد إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على المضي في حرب الإبادة»، مشيرة إلى أن المقاومة على أتم الاستعداد للدفاع عن الشعب الفلسطيني. ودعت المجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف هذه الجريمة التي تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين العزل في مدينة رفح.
وتزامنت التطورات السياسية مع قصف إسرائيلي عنيف وغارات مكثفة على مناطق متفرقة من رفح قتلت وأصابت العشرات أغلبهم من الأطفال والنساء.
وأعلن الدفاع المدني والهلال الأحمر في القطاع أن طائرات إسرائيلية قصفت منطقتين في رفح سبق أن طلب الجيش صباحا من السكان إخلاءهما.
وقال مسؤول الإعلام في الدفاع المدني أحمد رضوان لوكالة «فرانس برس» إن المناطق المستهدفة «بالقرب من محيط مطار غزة الدولي ومنطقة الشوكة وأبوحلاوة ومنطقة شارع صلاح الدين وحي السلام»، وأكد أسامة الكحلوت من غرفة طوارئ الهلال الأحمر الفلسطيني أن «القصف تركز في المناطق الشرقية لمحافظة رفح».
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 5 مجازر راح ضحيتها 52 شهيدا و90 مصابا» خلال 24 ساعة. وبذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة «إلى 34 ألفا و735 شهيدا و78 ألفا و108 جرحى».
وجددت فرنسا «معارضتها الصارمة» للهجوم البري على رفح، حسبما قالت الخارجية الفرنسية، التي ذكرت في بيان أن باريس تعتبر «التهجير القسري لسكان مدنيين يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي». واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن دعوة الجيش الإسرائيلي لإخلاء شرق رفح «غير مقبولة».
وقال بوريل ـ في منشور على منصة «إكس» ـ إن أمر الإخلاء هذا «ينذر بالأسوأ، أي مزيد من الحرب والمجاعة. هذا غير مقبول. على إسرائيل أن تتخلى عن الهجوم البري» في رفح، مضيفا «يستطيع الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع المجتمع الدولي، التحرك من أجل منع مثل هذا السيناريو، وعليه أن يفعل ذلك».
وحذرت الأمم المتحدة من أن هجوما على المدينة سيسدد «ضربة قاسية» لعمليات إدخال المساعدات الإنسانية.
وكان الجيش الاسرائيلي زعم أن الصواريخ التي أدت لمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وجرح آخرين على معبر كرم ابو سالم، أطلقت من منطقة قرب رفح. وقد تبنته قسائم عز الدين القسام الجناح العسكري لـ «حماس».
وأكد الجيش في بيانه أمس أنه «سيواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب، ومنها تفكيك حماس» واعادة جميع الاسرى الذين تحتجزهم «حماس» منذ هجومها غير المسبوق في 7 اكتوبر الماضي على مواقع اسرائيلية متاخمة لحدود قطاع غزة.
وتأتي الدعوة إلى الإخلاء في رفح غداة انتهاء اجتماع في القاهرة بشأن مقترح للهدنة.
وقد دعت الحكومة الألمانية «جميع الأطراف» إلى عدم تعريض المفاوضات حول هدنة غزة للخطر. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية كاثرين ديشاور «يجب ألا يتم تعريض المفاوضات للخطر ويجب على جميع الأطراف بذل أقصى الجهود من أجل التوصل إلى وضع يمكن من إمداد سكان غزة بالسلع الإنسانية على أفضل نحو ممكن ويتيح تحرير الرهائن».