اندلعت اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في إيران أمس، وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي دبابات تنقل إلى المناطق الكردية التي كانت مراكز محورية في حملة قمع الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني لدى احتجاز الشرطة لها.
وفــي حين لا يعتقــد المراقبون أن الاضطرابات اقتربت من الإطاحة بالحكومة، فإن الاحتجاجات تمثل أحد أجرأ التحديات للسلطات في طهران منذ عام 1979، لاسيما مع امتداد الإضرابات إلى قطاع الطاقة الحيوي.
وفي تطور جديد امتدت رقعة التظاهرات إلى مصافي نفط إيرانية، وأظهرت تسجيلات مصورة عمالا مضربين يحرقون إطارات ويقطعون طرقا أمام منشأة عسلوية للبتروكيماويات جنوب غرب إيران.
وتحدثت منظمة «إيران هيومن رايتس» امس، عن تنفيذ إضرابات في آبدان غرب إيران وفي بوشهر إلى الجنوب.
وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي شاحنات تنقل دبابات خضراء داكنة إلى مناطق كردية، ما يزيد الرهانات على حدوث تمرد بحسب شهود من «رويترز».
وقالت شبكة حقوق الإنسان في كردستان، إن الاحتجاجات مستمرة للأسبوع الرابع «رغم الأجواء الأمنية المتوترة وعسكرة تلك المدن».
وأضافت ان قوات الأمن قتلت 30 محتجا على الأقل وأصابت أكثر من 825 آخرين واعتقلت أكثر من ألفين في المناطق ذات الغالبية الكردية.
بدورها، قالت منظمة «هنغاو» لحقوق الإنسان، إن قوات الأمن أطلقت النار على منازل في مدينة سنندج الكردية.
وقالت المجموعة غير الحكومية ومقرها أوسلو، إن طائرة حربية إيرانية وصلت ليل الإثنين إلى مطار المدينة، وان حافلات تقل عناصر من القوات الخاصة كانت في طريقها إلى المدينة قادمة من مناطق أخرى.
ونبهت إلى أن الأهالي يواجهون صعوبة في إرسال أدلة بالفيديو للأحداث بسبب القيود على الإنترنت.
وأضافت «هنغاو» أن 7 أشخاص على الأقل تأكد مقتلهم على أيدي قوات الأمن في سنندج ومدن أخرى يسكنها الأكراد منذ السبت الماضي.
وقال حساب (تصوير1500) على «تويتر»، والذي يحظى بمتابعة على نطاق واسع، إن حركات إضراب نظمت بمنشآت الطاقة في جنوب غرب إيران لليوم الثاني امس، إذ احتج العمال في مصفاة نفط عبادان، وكانجان، ومنشأة بوشهر للبتروكيماويات.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على هذا الحساب عشرات العمال وهم يهتفون: «الموت للديكتاتور»، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.
لكن مسؤولا رسميا في المنطقة قال إن العمال في مصنع عسلوية كانوا غاضبين بسبب خلاف يتعلق بالأجور وليس بسبب وفاة الشابة أميني.
ونقلت قناة وكالة نادي المراسلين الشباب الإيرانية للأنباء على تيليغرام عن علي هاشمي حاكم عسلوية القول إن بعض الإيرانيين حاولوا استغلال احتجاجات العمال عبر ترديد شعارات ضد الحكومة.
في المقابل، كرر وزير الداخلية أحمد وحيدي الاتهامات بأن الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة تدعم الاحتجاجات، وقال إن قوات الأمن «ستعمل على تحييد الجهود اليائسة المناهضة للثورة».
وخلال زيارة إلى سنندج، أكد وحيدي موقف طهران، الذي تعارضه بشدة المجموعات الحقوقية، أن الاضطرابات «دعمتها وخططتها ونفذتها جماعات انفصالية».
على صعيد مختلف، ذكر تقرير جديد صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أن إيران تعمل على توسيع قدراتها النووية في منشآتها الموجودة تحت الأرض في نطنز وفوردو اللذين قد يكونان مصممين لتحمل قصف جوي محتمل.
ويقول تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن طهران تسابق الزمن من اجل زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي متطورة.
وتعد الأجهزة الجديدة أكثر كفاءة من أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول المعروف بـ «آي آر-21» وهو الوحيد المسموح باستخدامه بموجب شروط الاتفاق النووي في عام 2015.
وقد أدخلت طهران الأجهزة الجديدة بعد تعثر المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق.