تعهد حلفاء كييف خلال اجتماع لهم في بروكسل امس بتعزيز دفاعها الجوي، الذي بات يمثل «الأولوية» بعد سلسلة من الضربات الصاروخية الروسية على عدد من مدن أوكرانيا، فيما تتواصل المعارك في جنوبها وشرقها.
وأعلن الأمين العام للحلف الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ في بداية اجتماع لوزراء الدفاع في الحلف، أن الأوكرانيين بحاجة ماسة إلى دفاعات جوية بوجه القصف الروسي العشوائي.
وأوضح انهم «بحاجة إلى أنواع مختلفة من الدفاعات الجوية، أنظمة قصيرة وبعيدة المدى، وأنظمة مضادة للصواريخ الباليستية، ولصواريخ كروز، وللطائرات المسيرة. أنظمة مختلفة لمهام مختلفة».
وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن الحلفاء سيواصلون «تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية لتلبية الحاجة الماسة الآنية والبعيدة المدى».
وأكدت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريخت، أنه تم تسليم أوكرانيا أول نظام دفاع ألماني مضاد للطائرات من الجيل الأخير «أيريس-تي».
وقالت «العام المقبل ستليه ثلاثة أنظمة أخرى من هذا الطراز».
ووعدت الولايات المتحدة بأنظمة دفاع جوي من طراز «ناسامز»، على أن تسلم اثنين منهما قريبا لأوكرانيا.
في السياق نفسه، قال مسؤول كبير بحلف شمال الأطلسي إن روسيا استنفدت نسبة كبيرة من ذخيرتها دقيقة التوجيه في غزوها لأوكرانيا، وانه لا يمكن للقطاع الصناعي بها إنتاج جميع أنواع الذخيرة وأنظمة الأسلحة بسبب عقوبات الغرب.
وأضاف المسؤول أنه لا يعرف المدة التي ستستغرقها روسيا لتحقيق هدف تعبئة 300 ألف فرد لقواتها، مشيرا إلى أن الأمر قد يستغرق بضعة أشهر.
في هذه الأثناء، أعلنت أوكرانيا استعادة خمس بلدات في منطقة خيرسون التي تعد إحدى المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمها، في أحدث انتكاسة للجيش الروسي الذي يتراجع في هذه المنطقة وفي الشمال الشرقي وفي الشرق منذ بداية سبتمبر الماضي.
وفي الشرق، أعلنت السلطات الأوكرانية العثور على مقبرتين جماعيتين جديدتين في بلدات بمنطقة دونيتسك تمت استعادتها أخيرا من القوات الروسية.
وفي ليمان، وهي نقطة التقاء سكك حديد كانت قد استعيدت أوائل أكتوبر الجاري، قام فريق من الطب الشرعي باستخراج عشرات الجثث، حسبما أشار صحافي في وكالة «فرانس برس».
وقال حاكم منطقة دونيتسك «لقد وجدنا بالفعل أكثر من 50 جثة لجنود ومدنيين. لدينا خندق طويل، مقبرة جماعية، حيث وجدنا جثثا وأشلاء».
ورحبت كييف بتسليمها نظاما دفاعيا جويا جديدا من ألمانيا، متوقعة «حقبة جديدة» غداة القصف الروسي المكثف، حيث قتل ثمانية أشخاص على الأقل في قصف روسي طال سوقا في مدينة أفدييفكا شرق أوكرانيا قرب خطوط الجبهة، حسبما أعلن حاكم المنطقة بافلو كيريلنكو.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة على تويتر امس «بدأت حقبة جديدة من الدفاع الجوي» في أوكرانيا، مضيفا أن «إيريس-تي الألمانية هنا بالفعل. ناسامز الأميركية ستأتي بعدها».
في المقابل، أعلنت أجهزة الأمن الروسية، أنها اعتقلت ثمانية أشخاص، بينهم خمسة روس، للاشتباه في ضلوعهم في التفجير الذي استهدف جسر القرم السبت الماضي متهمة الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف ورائه وهو ما نفته كييف.
وأعلن الجيش الروسي، أنه صد هجمات أوكرانية في مناطق دونيتسك ولوغانسك وخاركيف في الشرق الأوكراني.
في هذه الأثناء، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استئناف إمداد أوروبا بالغاز عبر الجزء الذي لم يتأثر بالتسرب من خطوط «نورد ستريم».
وقال بوتين في كلمة أمام منتدى حول الطاقة في موسكو أمس «الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي» لاستئناف الإمدادات، مضيفا «إذا أرادوا ذلك يمكن فتح الصنابير وهذا كل ما في الأمر».
بولتون: بوتين سيوقّع مذكرة انتحاره إذا استخدم «النووي»
واشنطن - وكالات: قال جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة قد «تغتال» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا لجأ الى استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، محذرا من أن هذه الخطوة ستكون بمنزلة «توقيع بوتين على مذكرة انتحاره».
وأضاف بولتون في مقابلة مع محطة «إل بي سي نيوز» الإذاعية البريطانية، مخاطبا الرئيس الروسي: «يمكنك أن تسأل قاسم سليماني في إيران عما حدث، عندما قررنا أن شخصا ما يمثل تهديدا للولايات المتحدة»، في اشارة الى مقتل سليماني بغارة أميركية في بغداد عام 2020.
وبين بالقول: «أعتقد أن هذا ما قد يتطلبه الأمر لردعه، إذا وقع تحت ضغط ظروف قاسية».
وتابع: «أعتقد أنه في أي وقت نفكر فيه في استخدام محتمل للأسلحة النووية، فإنه يتعين علينا أن نحمل الأمر على محمل الجد، لكنني أعتقد أيضا أنه يتعين علينا أن نكون واضحين للغاية بهذا الخصوص».
وشدد على انه: «لا يمكن أن نسمح باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا أو أي مكان آخر مثل إيران وكوريا الشمالية، ولا من روسيا أو الصين، من دون أن نحمل الشخص الذي اتخذ القرار كامل المسؤولية».
وأشار إلى أن هناك مقترحات كثيرة لتدمير القوات الروسية داخل أوكرانيا وأسطول البحر الأسود وغيرها.. لا أختلف على ذلك.. لكن يجب ردع الشخص الذي يتخذ ذلك القرار منذ البداية.
وعبر بولتون عن انزعاجه من تصريحات الرئيس بوتين، التي قال فيها الأسبوع الماضي: «لا يمكنني تخيل استخدام سلاح نووي تكتيكي لا يقود إلى هرمجدون» (معركة نهاية العالم).