أدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة ضم روسيا لمناطق من أوكرانيا واعتبرته «غير قانوني»، بعد تصويت لأعضائها ضده بأغلبية ساحقة.
وصوتت لصالح قرار الإدانة امس الاول، 143 دولة وعارضته خمس دول فيما امتنعت 35 دولة عن التصويت من بينها: الصين والهند وجنوب أفريقيا وباكستان رغم الجهود الديبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة.
واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أرسلت «رسالة واضحة» إلى الكرملين بتصويتها الأربعاء بأغلبية كبيرة على مشروع قرار يدين ضم روسيا أجزاء من أوكرانيا.
وفي بيان صادر عن البيت الأبيض، ذكر بايدن «أن روسيا تنسف أسس السلم والأمن الدوليين باعتدائها على المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة».
واضاف أن «الرهانات في هذا النزاع واضحة للجميع، والعالم أرسل رسالة واضحة ردا على ذلك: لا يمكن لروسيا أن تمحو من الخريطة دولة ذات سيادة. لا يمكن لروسيا أن تغير الحدود بالقوة. لا يمكن لروسيا أن تستولي على أراضي دولة أخرى».
في هذة الاثناء، استهدفت صواريخ روسية امس أكثر من 40 مدينة وبلدة أوكرانية، في الوقت الذي كشف فيه حلفاء شمال الأطلسي «الناتو» عن خطط لتعزيز الدفاعات الجوية الأوروبية بعد التعهد بتقديم مزيد من الدعم العسكري إلى كييف.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بروكسل قبل اجتماع وزراء دفاع «الناتو» تضمن محادثات مغلقة لمجموعة الحلف للتخطيط النووي «نحن ملتزمون بالدفاع عن كل شبر من أراضي الحلف إذا استلزم الأمر في أي وقت».
وأعلن 15 عضوا أوروبيا في حلف الأطلسي عن خطط لشراء أنظمة دفاع جوي مشتركة أطلق عليها اسم «درع السماء الأوروبية» لتوفير حماية أفضل لأراضيهم.
ودفعت التعهدات الجديدة موسكو إلى معاودة إطلاق التحذيرات من أن مساعدة الدول الغربية تجعلهم «طرفا مباشرا في الصراع» وأن قبول أوكرانيا في الحلف العسكري قد يشعل حربا عالمية ثالثة.
وقال نائب أمين مجلس الأمن الروسي ألكسندر فينيديكتوف لوكالة أنباء تاس الرسمية، ان «كييف تدرك جيدا أن مثل هذه الخطوة ستعني تصعيدا حتميا إلى حرب عالمية ثالثة»، بينما تعهدت الولايات المتحدة بالدفاع عن كل شبر من أراضي الحلفاء.
وعلى الرغم من ذلك، نقلت وسائل إعلام روسية عن «الكرملين» قوله إن أهداف «عمليته العسكرية الخاصة» في أوكرانيا لم تتغير، لكنها قد تتحقق من خلال المفاوضات.
وكانت تصريحات المتحدث باسم «الكرملين» ديمتري بيسكوف لصحيفة إزفستيا الروسية هي الأحدث في سلسلة تصريحات شددت على أن موسكو منفتحة على فكرة المحادثات، وهو تغيير ملحوظ في لهجتها بعد تعرض قواتها لسلسلة من الهزائم المذلة مع اقتراب الحرب في أوكرانيا من إتمام شهرها الثامن. وأضاف «لكننا كررنا مرارا أننا منفتحون على فكرة المفاوضات لتحقيق أهدافنا».
ميدانيا، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن صواريخ روسية أصابت أكثر من 40 منطقة، بينما نفذ سلاح الجو الأوكراني 32 غارة على 25 هدفا روسيا.
وقال مسؤولون محليون إن مدينة ميكولايف الساحلية الجنوبية تعرضت لقصف مكثف. وذكرت السلطات في منطقة العاصمة الأوكرانية كييف، أن ثلاث ضربات بطائرات مسيرة أصابت بنية تحتية حيوية بتجمع سكني، وقال حاكم منطقة كييف أوليكسي كوليبا إن الضربات تمت بمسيرات إيرانية الصنع تظل تحوم لتنتقي أهدافها وتعرف باسم «طائرات كاميكازي المسيرة».
كما استهدف قصف صاروخي نحو 30 مبنى ومنزلا وخطوط أنابيب غاز وخطوط كهرباء في مدينة نيكوبول بمنطقة دنيبروبتروفسك، مما تسبب في انقطاع الكهرباء عن ألفي أسرة، حسبما صرح حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشنكو.
وفي علامة على تراجع الروس على عدة جبهات منذ بداية سبتمبر المنصرم، طلبت سلطات خيرسون من المدنيين مغادرة المنطقة، وهي إحدى أربع مناطق أعلن الكرملين ضمها، وقال رئيس الإدارة الإقليمية المنصب فلاديمير سالدو «احملوا أطفالكم وغادروا».