مع اقتراب فصل الشتاء، تواجه آلاف الأسر السورية في منطقة شمال غرب سورية ظروفا مأساوية من الفقر والعوز والنقص، وسط توقعات بتدني درجات الحرارة بشكل كبير خلال الفترة القادمة، حيث تعيش الكثير من الأسر النازحة في الخيام غير المهيأة للبرودة والثلج والأمطار او في المباني غير المكتملة وغير المجهزة، وهم عاجزون من توفير أبسط سبل الدفء.
ويتفاقم وضع هذه الأسر مع استمرار انتشار وباء الكوليرا وضعف امكانيات مواجهته.
وقال فريق «منسقو استجابة سوريا» ان هناك مئات الآلاف من المدنيين سيستقبلون الشتاء ضمن المخيمات، مع وصول مستويات الفقر في المنطقة إلى مستويات قياسية تجاوزت 87.34% وارتفاع يومي في أسعار المواد الغذائية والتي تجاوزت 150% خلال الأشهر الأخيرة.
وتعاني المخيمات الحالية للنازحين داخليا من الاكتظاظ، حيث ازدادت أعداد المخيمات في شمال غرب سورية لتصل إلى أكثر من 1.633 مخيما يقطنها ما يزيد عن 1.811.578 نسمة من بينها 514 مخيما عشوائيا يقطنها 311.782 نسمة.
ويضاف هؤلاء الى سكان المنطقة الأصليين حيث تقدر تقارير المنظمات الدولية اعداد المدنيين هناك بنحو 4 ملايين.
وأضاف الفريق ان الغالبية العظمى من النازحين هم من النساء والأطفال الذين لايزالون، إلى جانب غيرهم من النازحين داخليا، بحاجة ماسة إلى المساعدة والحماية الأساسية.
وإلى جانب كل تلك المصاعب أكد «منسقو استجابة سوريا» تزايد أعداد المصابين بمرض الكوليرا شمال غرب البلاد، لتحتل المنطقة المرتبة الثانية في سورية من حيث أعداد المصابين وسط ضعف هائل في التعامل مع حالة طوارئ من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
وناشد جميع الفعاليات الاقليمية والدولية العمل على مساعدة السكان المدنيين في تلك المناطق من خلال زيادة العمليات الإنسانية في المنطقة لمواجهة أزمة الشتاء المقبلة والعمل على تأمين احتياجات المدنيين بشكل عاجل.